
8 ديسمبر في دمشق، 27 ديسمبر في باريس : لماذا يصر المهجر على تمزيق “عيد التحرير”؟
في الوقت الذي أُعلن فيه عن 8 كانون الأول كيوم رسمي لـ “عيد التحرير” في سوريا، تزامناً مع الذكرى السنوية لسقوط النظام السابق، تصر جهات في المهجر على تمزيق هذه الرمزية الوطنية بقرارات لوجستية باردة.
المغزى هنا ليس في الاحتفال، بل في التوقيت المريب. فبينما يستعد السوريون في الداخل للاحتفال في 8 ديسمبر، أعلنت جهات في باريس عن إقامة احتفالية كبرى تحت ذات العنوان في 27 كانون الأول.
تناقض صارخ : 19 يوماً من العبث.. هل هو تأخير لوجستي أم مالي؟
هذا التباين الصارخ، الذي يفصل بين احتفالات الوطن والمهجر بـ 19 يوماً، يثير تساؤلاً لاذعاً: لماذا الإصرار على هذا التأخير غير المبرر؟
لقد أكد مغتربون سوريون استطلعت آراؤهم أن فارق الـ 19 يوماً هو فارق كبير لن يقبل به أحد، وأن رغبة معظم السوريين في باريس هي الاحتفال في نفس اليوم مع أهلهم في سوريا لتعزيز الشعور بالوحدة.
هذا التناقض يضعف من رمزية الحدث، ويثير الشكوك حول دوافع الجهات المنظمة.
هل يعود هذا التأخير إلى مجرد صعوبات لوجستية عابرة، أم أنه مهلة مقصودة لجمع المزيد من المال عبر بيع التذاكر، مستغلين الشوق الوطني للمغتربين؟
إن هذا التشتيت المتعمد للجهد والرمزية يخدم فقط أجندات لا تبالي بالوحدة الوطنية، بل تزيد من فجوة الانقسام بين الداخل والخارج.
.

.
وصفي المعصراني يلوث احتفالات باريس
يزداد المشهد قبحاً مع الكشف عن قائمة المشاركين في احتفالية باريس. فوجود الفنان وصفي المعصراني، الذي يُقدم كـ “صوت التحرير”، يمثل استفزازاً صارخاً لمشاعر السوريين حسب تعليقات رصدناها.
الفنان، الذي طالته اتهامات موثقة بسرقة حقوق الملكية لأغاني الثورة التي غناها الشهيد عبد الباسط الساروت ونسبها لنفسه ومنع الكثير من نشرها بالتبليغات ، يلوث بوجوده أي محاولة للاحتفال بقيم الثورة.
إن إشراك شخص متهم باستغلال تراث شهيد الثورة هو دليل على أن بعض الجهات المنظمة لا تضع القيم الأخلاقية أو الرمزية الوطنية في اعتبارها، بل تسعى فقط لتنظيم حدث صاخب على حساب كرامة الذاكرة الثورية.
.
.

………………………
هذا التشتت في التوقيت،يؤكد أن الذاكرة الوطنية السورية تتعرض لمحاولات تشويه مستمرة. إن التلاعب بالتاريخ الوطني والتناقض في الاحتفالات يرسخ الانطباع بأن هناك من يسعى لفرض سردية جديدة قسرية، حتى لو كان الثمن هو تمزيق آخر خيوط الوحدة الرمزية بين السوريين.
.
.
.
.
مرهف مينو – باريس – خاص



