
انتصار التحدي في سان سيرو: ليفربول ينتزع فوزاً ثميناً في غياب صلاح.. وسلوت يستعيد سلطته من قلب الأزمة
خاص
في ليلة كان فيها الصخب الخارجي يطغى على صوت كرة القدم، نجح ليفربول في تحقيق انتصار “صامت” وضروري على إنتر ميلان بهدف نظيف في دوري أبطال أوروبا. الفوز لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل كان بمثابة بيان تحدٍ من المدرب آرني سلوت ولاعبيه في وجه العاصفة التي أثارها النجم الغائب، محمد صلاح.
صلاح الغائب الأكبر.. والجزاء يكتب النهاية
جاء الفوز بضربة جزاء نفذها دومينيك سوبوسلاي في الدقيقة 88، وهو ما حمل سخرية القدر. فصلاح، الذي استُبعد من التشكيلة بعد مقابلته النارية التي هاجم فيها سلوت والنادي، هو المسدد الأول لضربات الجزاء منذ ثماني سنوات. غيابه عن المباراة، وعن تنفيذ الجزاء الذي حسم النتيجة، كان النقطة المحورية.
كانت الأجواء في سان سيرو مشحونة بـ “ضجيج صلاح”، الذي زعم أنه “أُلقي به تحت الحافلة” وألمح إلى أن مباراة برايتون القادمة قد تكون الأخيرة له. لكن ليفربول، الذي اضطر سلوت فيه إلى إعادة ترتيب أوراقه بسبب غياب صلاح وكودي جاكبو، أظهر صلابة غير معهودة.
سلوت يستعيد الثقة.. وكوناتي يتألق
أكثر ما أسعد سلوت لم يكن الهدف، بل الصلابة الدفاعية التي ظهر بها الفريق. ليفربول، الذي بدا أكثر تنظيماً وتماسكاً مما كان عليه في الأشهر الأخيرة، قلل من خطورة إنتر ميلان بشكل كبير. وكان المدافع إبراهيما كوناتي، الذي تعرض لانتقادات لاذعة مؤخراً، في قمة مستواه، ليقدم أداءً يعكس “عقلية رائعة” للفريق.
الانتصار لم ينهِ فقط سلسلة إنتر ميلان الخالية من الهزائم الأوروبية على أرضه منذ سبتمبر 2022، بل أعاد ترميم سلطة سلوت. فالمشجعون، الذين هتفوا باسم المدرب حتى قبل هدف الفوز، عززوا موقفه في مواجهة التحدي الذي فرضه صلاح.
هذا الفوز، الذي يعد الأول لليفربول خارج أرضه في دوري الأبطال دون النجم المصري منذ نوفمبر 2009، يمنح سلوت ورقة ضغط قوية. فبينما يستعد صلاح للمغادرة للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية، يجد المدرب الهولندي نفسه في موقف أقوى للتفاوض أو فرض شروطه على النجم المصري عند عودته.



