تفشي الإنفلونزا الحادة في الحسكة.. المدارس تغلق أبوابها وسط قلق الأهالي
ارتفاع الإصابات بين الأطفال وغياب بيان رسمي يضاعف المخاوف الصحية في شمال شرق سوريا
موجة مرضية تضرب الحسكة
تشهد محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا انتشاراً واسعاً لعدوى تنفسية فيروسية المعروفة محلياً بالكريب أو الإنفلونزا الحادة. التفشي يتركز بشكل ملحوظ بين طلاب المدارس والأطفال، ما أدى إلى تسجيل أعداد مرتفعة من الإصابات اليومية وحالات وفاة، دفعت الإدارة الذاتية إلى تعليق الدوام المدرسي كخطوة وقائية وُصفت بأنها متأخرة.
إصابات ووفيات بين الأطفال
المشافي والمراكز الطبية في الحسكة تستقبل يومياً مئات الحالات بأعراض متوسطة وشديدة، معظمها بين الأطفال في المدارس والروضات. إدارات تعليمية أكدت غياب مئات الطلاب خلال الأيام الماضية بسبب العدوى، فيما سُجلت وفيات بين الأطفال، منها وفاة طفلة في الحسكة ورضيع في القامشلي، إلى جانب حالات أخرى في مناطق مختلفة من المحافظة.
أعراض المرض وطبيعته
الأعراض تشمل ارتفاعاً شديداً في الحرارة يصل أحياناً إلى 41 درجة، سعالاً جافاً، ضيقاً في التنفس، آلاماً في العظام واضطرابات هضمية، مع فترة شفاء قد تمتد لأكثر من أسبوعين. أطباء محليون رجحوا أن يكون المرض مزيجًا من الإنفلونزا الموسمية مع احتمال وجود متحور من فيروس كورونا، لكن غياب أجهزة الفحص الدقيق (PCR) يحول دون تحديد نوعه بشكل قاطع.
إغلاق المدارس وانتقادات للإجراءات
مع اتساع رقعة التفشي، أعلنت مدارس الكنائس التي تتبع المنهاج الحكومي تعطيل الدوام، كما أغلقت هيئة التربية والتعليم التابعة للإدارة الذاتية المدارس مؤقتًا. غير أن هذه القرارات اعتُبرت متأخرة، وسط انتقادات لغياب التوضيحات الرسمية وضعف الاستجابة الصحية.
هشاشة البنية الصحية ومطالب الأهالي
المنطقة تعاني من ضعف البنية التحتية الطبية واكتظاظ الصفوف الدراسية، ما يزيد سرعة انتشار العدوى. حتى الآن لم تصدر هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية أي بيان رسمي يوضح طبيعة المرض أو يقدم إرشادات واضحة، الأمر الذي عمّق حالة القلق بين الأهالي. المواطنون والكوادر التعليمية يطالبون منذ أيام بخطوات وقائية عاجلة تشمل تحسين التهوية في الصفوف، تنظيم حملات توعية، وتعزيز الجاهزية الطبية لمواجهة الأزمة.
الوضع الصحي مقلق
يبقى المشهد الصحي في الحسكة مثيراً للقلق، حيث يتزامن انتشار المرض السريع مع ضعف البنية التعليمية والصحية، ما يضاعف المخاطر ويجعل الأزمة مفتوحة على احتمالات أكثر خطورة إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة وفعالة.



