رامي مخلوف يسابق الأسد في تجنيد الشبان ضمن ميليشياته الخاصة في دمشق
يرى الكثيرون أن الميليشيات السورية والأجنبية المجيشة طائفياً، ومناطقياً وعقائدياً، باتت تكتسب صفة توازي أو تفوق قوات النظام التي أوشكت على انتهاء صلاحية خدمتها، فأضحى كبار رجال الأعمال، والشخصيات المقربة من رأس النظام، وغيرهم، يترأسون ميليشيات يمتد نفوذها على أغلب المدن السورية، وأبرزها «جمعية البستان» التي يمولها رامي مخلوف الذي تربطه ببشار الأسد قرابة عائلية.
يتسع نفوذ جمعية البستان بنسبة تتماشى مع رأس المال المقدم من ممولها، أكبر رجال الأعمال السورين، وتعمل على مسابقة النظام في كسب وتجنيد الشبان ضمن صفوفها، وخاصة ضمن العاصمة، عبر إغرائهم بمكاسب مالية وسلطوية تتفوق من خلالها على العروض الشحيحة المقدمة من قبل القوات النظامية.
وفي حي دمر الدمشقي، الداخل ضمن سيطرة قوات النظام، وميليشياته، يسعى رامي مخلوف إلى تجنيد أكبر عدد ممكن من شبان الحي، ضمن مجموعاته المسلحة، بهدف قتال أبناء جلدتهم في ريف دمشق بشكل خاص، وغيرها من الجبهات المتوزعة في المدن السورية.
وذهب أوس الأموي عضو تنسيقية حي دمر في حديثه مع «القدس العربي» إلى أن أعداداً كبيرة من أبناء الحي قد تطوعوا لصالح جمعية البستان بدون القدرة على توثيق دقيق لتلك الأعداد، بسبب اختفاء معظم الناشطين من الحي خوفاً من الملاحقة الأمنية، مشيرًا إلى أن ما يزيد عن 1500 شاب من أهالي الحي قد تطوعوا خلال العام الحالي إلى كل من ميليشيا جمعية البستان، وميليشيا البعث التي يقودها شادي البلوداني ومجموعات الدفاع الوطني بقيادة سمير أبو ذراع، وذلك عن طريق مختار الحي مازن كنينه الذي يعتبر الوسيط بين الأهالي من جهة وأزلام النظام وأجهزته الأمنية من جهة أخرى.
وأكد المتحدث أن عدداً كبيراً من هؤلاء الشبان الذين تطوعوا ضمن الميليشيات لم يكن هدفهم المال وحسب، بل حماية أنفسهم من الاعتقال والهرب من التجنيد الاجباري وهؤلاء يمثلون نسبة قليلة، والبعض الآخر تطوع بعد أن كان مخبراً لأفرع الأمن والأجهزة المخابراتية، وتطور مع مرور الوقت، أما النسبة الأكبر من الشبان فقد تطوعوا بهدف السلطة والتملك والمكاسب التي من المكن أن يحصلوا عليها.
وأردف المتحدث الإعلامي «وثقنا عشرات الأسماء من المقاتلين ضمن الميليشيات المحلية، وخاصة المتطوعين من أبناء حي دمر ضمن ميليشيا جمعية البستان، ممن زج بهم النظام على جبهات مدينة داريا في الغوطة الغربية، ولا يزالون إلى الآن متواجدين هناك، فضلاً عن الأعداد الكبيرة للقتلى الذين لقوا مصرعهم على يد كتائب ثوار داريا خلال العالم الحالي».
ويتقاضى المتطوع ضمن المجموعات المحلية التابعة للنظام السوري، من أبناء حي دمر حوالي 50 دولاراً أمريكياً بالحد الأدنى للمقاتل الواحد، ويترفع مرتبه مع تقادمه، وارتفاع مستوى وحشيته اتجاه أبناء بلده، بحسب وصف أوس الأموي.
وقال سليمان وهو الاسم المستعار لطالب جامعي من أبناء حي دمر، في حديث خاص معه لـ»القدس العربي» أن عناصر جمعية البستان يحصلون على مساعدات غذائية وطبية، ومعونات دورية، فضلاً عن التسهيلات الأخرى بهدف إغراء الشبان المترددين في التطوع لصالحهم، وحرمان الأهالي المشكوك في ولائهم للنظام من مقومات الحياة.
هبة محمد | القدس العربي