ارث المجرم بشار: تراكم القمامة، نقص الخدمات وارتفاع الأسعار يفاقم المعاناة
ما تزال الخدمات في دمشق تشهد تراجعًا ملحوظًا منذ سقوط نظام الأسد وانهيار المؤسسات الحكومية، حيث لم تُستأنف أعمال البلديات بشكل كامل، مما أدى إلى تفاقم أزمة النظافة في شوارع العاصمة. وتُضاف إلى ذلك أزمة الكهرباء، فضلاً عن الارتفاع الكبير في الأسعار الذي ساهم في تعميق الأزمة المعيشية.
في شوارع دمشق، قد يلاحظ المارة تراكم القمامة في بعض الأحياء، خاصة في الأحياء الشعبية، حيث تغلق مسارب السيارات بسبب هذا التراكم الكبير، نتيجة نقص الآليات والعمال الكافيين.
يقول عامل نظافة في منطقة ركن الدين لموقع “تلفزيون سوريا” إن لصوصًا سرقوا بطاريات سيارات البلدية يوم سقوط النظام، كما نهبوا خزانات المازوت المستخدمة في الآليات وبعض المعدات. ويضيف العامل أنه يوجد نقص حاد في عدد عمال النظافة، وأن الكثير منهم توقف عن العمل بسبب الظروف الصعبة، لكن من المتوقع أن تتحسن الأوضاع قليلاً خلال هذا الأسبوع.
مصدر مطلع في محافظة دمشق أفاد بأن معظم عمال النظافة من الأرياف وما يزالون خائفين من العودة إلى عملهم، في حين أن بعضهم غير قادر على ذلك بسبب ارتفاع تكاليف المواصلات التي تفوق رواتبهم المحدودة. وتعد مشكلة ارتفاع أسعار المواصلات من أبرز القضايا التي يعاني منها سكان دمشق، حيث أصبحت تعرفة “السرفيس” غير ثابتة، إذ تختلف من يوم لآخر ومن سيارة لأخرى، وقد تصل أسعار التنقل داخل المدينة إلى ما بين 3 آلاف و5 آلاف ليرة.
ويواجه الطلاب في مناطق ريف دمشق، مثل الكسوة، صعوبة كبيرة في الوصول إلى جامعاتهم، إذ يحتاجون إلى أكثر من 25 ألف ليرة يومياً فقط للمواصلات. أما بالنسبة للغاز، ورغم توفره خارج البطاقة الذكية، فقد وصل سعر الكيلو إلى 45 ألف ليرة، بينما سعر الجرة وصل إلى 450 ألف ليرة، رغم تحديده رسميًا بسعر 225 ألف ليرة. ويعتبر هذا المبلغ غير قابل للتأمين بالنسبة للكثير من سكان العاصمة، خاصةً أولئك الذين فقدوا وظائفهم أو رواتبهم بعد انهيار النظام.
من جهة أخرى، ارتفعت ساعات التقنين الكهربائي في دمشق لتصل إلى أكثر من 9 ساعات يومياً، دون تقديم أي توضيحات رسمية بشأن الأسباب. وقد أرجع مصدر في مؤسسة نقل وتوزيع الكهرباء السبب إلى نقص في توفر مادة الفيول، مما زاد من الاعتماد على المولدات الخاصة واشتراكات الأمبيرات، ما ساهم في زيادة الأسعار.
إلى جانب انقطاع الكهرباء، شملت التعديلات الاقتصادية التي أجرها النظام رفع أسعار المواد الأساسية، مثل البنزين والخبز. فقد ارتفع سعر لتر البنزين أوكتان 90 من أقل من 12 ألف ليرة إلى 22,500 ليرة، كما قفز سعر ربطة الخبز من 400 ليرة إلى 4,000 ليرة مع إضافة نحو 3 أرغفة للربطة.
مصدر – رصد