استغلال الدمار… أموال طائلة تجنيها الشركات الخاصة في سوريا
يتبع نظام الأسد، منذ انطلاق الثورة السورية سياسة الأرض المحروقة والتدمير الممنهج لكل شيء, ومن ثم يعود لاستغلال ما دمرته آلته العسكرية من خلال إعطاء التراخيص للشركات في الاستفادة من البيوت المدمرة وما تحويه من حديد وبلاستيك ومفروشات لإعادة تصنيعها وكسب أرباح طائلة.
وفي هذا الصدد قال الصحفي “باسم أحمد” من حمص، لجريدة مصدر، أن نظام الأسد أعطى منذ عامين تقريبا تراخيص لشركة “حميشو” لتجميع الحديد الذي كان منتشرا بين أنقاض ما خلفه القصف الهمجي لأحياء المحافظة, بالإضافة لحديد السيارات والآليات المحروقة والأثاث المنزلي, وخزانات المياه، والمازوت، وأبواب البيوت، والمحلات، وأي شيء له علاقة بالمعادن.
وأشار الصحفي إلى أن النظام قام بتفريغ كل المناطق التي دخلها بموجب هدنة بعد خروج الثوار منها مستعينا بشبيحة حي الزهراء والنزهة التي قامت بتدمير ما لم يدمر بعمليات القصف لإفراغ المناطق من الحديد والبلاستيك, مضيفا أن سياسة الأسد في التدمير لم تكن لمجرد الهدم فقط وإنما عملية انتقامية من الشعب السوري لأن النظام يدرك تماما الصعوبات التي تواجه المواطن في بناء منزل أو شراء أثاث له وما نشاهده الآن ما هو إلا للثأر من المواطن الذي نطق بالحرية بعد حكم الظلم الذي عاناه من آل الأسد.
ولفت “باسم” النظر إلى أن اسم “حميشو” ورد في لائحة متورطي عمليات الفساد، حيث اقترض من البنك التجاري السوري قروضا مالية بقيمة 3 مليار و800 مليون ليرة سورية, ورغم كل ذلك أصدرت “وزارة المالية” التابعة للنظام قراراً يقضي برفع الحجز الاحتياطي عن الأموال المنقولة وغير المنقولة العائدة لـ”عماد حميشو مدير شركة حميشو للمعادن المساهمة.
وقال “باسم” إن قرار رفع الحجز عن “حميشو” متعلق بموقف الأخير من الثورة السورية، فهو يدعم النظام بكل الإمكانيات المتاحة ابتداءا من دفع رواتب الشبيحة والميليشيات التي تقاتل معه، كما يساهم في تمويل شراء الأسلحة لقوات الأسد, مؤكدا أن كل ما هو مسروق في سوريا من سيارات ومعادن يتم إعادة صهره في معامل “حميشو”.
وأضاف الصحفي “أحمد” أنه خلال الثورة انتشرت حوادث سرقة السيارات بشكل كبير في غالبية محافظات سوريا, مشيرا إلى أنه على الرغم من إبلاغ الأمن، إلا أن السيارات المسروقة كانت تشاهد وهي تمر من على الحواجز الأمنية دون أي تفتيش، لتختفي بعدها، متجهة لمصانع حميشو شريك الأسد في الدم السوري.
احمد سلوم | مصدر