في لبنان.. أصوات تدعو لاستثناء اللاجئين من حملات التلقيح ضد كورونا!
اللاجئون في لبنان تحت المجهر مجددا. ففي البلد الرازح تحت أزمة سياسية واقتصادية خانقة، خرجت أصوات تطالب بعدم توفير لقاح كورونا لغير اللبنانيين من المقيمين على أراضيه. أصوات لاقت استنكارا واسعا من قبل طائفة واسعة من اللبنانيين، الذين رأوا أنها تصب في خانة تغذية العنصرية والتفرقة، كما أنها غير علمية أو منطقية كون الفيروس (كوفيد-19) لا يفرق بين الناس بحسب جنسياتهم أو أعراقهم أو أديانهم.
مرة جديدة، يجد اللاجئون في لبنان أنفسهم عرضة لاستهداف لا ناقة لهم فيه ولا جمل، ويتعرضون لحملة تمييزية تطالب بالمزيد من الإقصاء بحقهم وحرمانهم من أمور تعتبر حقا إنسانيا في معظم دول العالم.
الإثنين الماضي، أشعلت بعض المنشورات التي طالت اللاجئين الفلسطينيين والسوريين مواقع التواصل الاجتماعي اللبنانية، ولكن هذه المرة من باب جائحة كورونا. ففي ذلك اليوم، انتشرت عدة تغريدات على تويتر تطالب بحصر عملية التلقيح ضد كورونا باللبنانيين حصرا، واستثناء “الغرباء” (الفلسطينيين والسوريين) منها إلا مقابل بدل مادي.
الطبيب ناجي حايك، المنتمي إلى حزب التيار الوطني الحر، وهو حزب رئيس الجمهورية، ادّعى في تغريدته أن ما من دولة في العالم لقحت أحدا على أراضيها قبل أن تلقح مواطنيها. وطالب الأمم المتحدة بتأمين وصول اللقاح للبنانيين حصرا، قبل أن يحصل عليه غير اللبنانيين.
لا بلد في العالم يسمح بتلقيح اي شخص موجود على ارضه قبل تلقيح مواطنيه.
يعني على الامم المتحدة استكمال ايصال الطعم لجميع اللبنانيين قبل ان نسمح بايصال اي جرعة لأي غريب.— Naji Emile Hayek (@Naji_Hayek) January 18, 2021
تغريدة حايك لاقت تفاعلا مباشرا، بين شجب وموافقة. مناصرون لنفس تياره الحزبي وافقوا مع الحايك، مقرنين موقفهم هذا “بالانتماء للبنان”، وأنه إذا كان هذا الموقف سيعتبر عنصريا فهم عنصريون.
وديع عقل، عضو المكتب السياسي بالتيار الوطني الحر، نشر تغريدة على حسابه على تويتر اقترح فيها أن يتم دفع ثمن اللقاحات بالدولار الأمريكي (يشهد لبنان حاليا أزمة اقتصادية خانقة متمثلة بانهيار سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار) على أن يتم توزيعها على اللبنانيين حصرا. وأرفق اقتراحه بآخر طالب فيه بإنشاء برنامج (app) تذكر فيه أسماء من تلقوا اللقاح، “حفاظا على الشفافية”.
وعقب ذلك، تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى ساحات للتراشق بين اللبنانيين، من الداعمين لتلك المقترحات أصحاب وسم #اللقاح_للبناني_أولا، وآخرين رافضين لها تبنوا وسم #اللقاح_للجميع، وصفوا أصحاب الرأي الأول ومتبنيه “بالعنصريين”.
الصليب الأحمر الدولي: لعدم التفرقة في حماية أرواح البشر
وشهد لبنان مؤخرا، خاصة بعد أعياد الميلاد ورأس السنة، ارتفاعا حادا بأعداد المصابين بكورونا، وصلت إلى نحو 250 ألفا حتى مساء الأحد الماضي.
ووقع لبنان اتفاقا مع شركة “فايزر” الأحد للحصول على 2,1 مليون جرعة من اللقاح المضاد للفيروس، من المتوقع أن تصل أوائل شباط\فبراير القادم. وزارة الصحة اللبنانية أعلنت أنها تتوقع استلام 2,7 مليون جرعة إضافية من الأمم المتحدة، في حين يجري التفاوض بشأن مليوني جرعة بالتنسيق مع شركات الأدوية والقطاع الخاص اللبناني.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر نشرت تغريدة على حسابها على تويتر شددت فيها على ضرورة توزيع اللقاح “على كافة فئات المجتمع والتركيز على الأكثر عرضة للإصابة”. داعية إلى “عدم التفرقة في حماية أرواح البشر بين الأغنياء في المدن والفقراء في المجتمعات الريفية، والمسنين في دور الرعاية والشباب في مخيمات اللاجئين”.
الأردن أول بلد يدرج اللاجئين على أراضيه ضمن خطة التلقيح
وفي سياق متصل، أعلنت المملكة الأردنية الخميس الماضي البدء بتلقيح كافة المقيمين على أراضيها، ومن ضمنهم اللاجئين.
الخطوة لاقت استحسانا خاصة من قبل الجهات المعنية بمتابعة أوضاع اللاجئين في البلاد. دومينيك بارت، ممثل المفوضية في الأردن، علق على الموضوع قائلا “لقد أدرج الأردن اللاجئين في خطته الوطنية للاستجابة منذ بداية جائحة كورونا. إن الحد من انتشار الفيروس يستلزم الآن أن يتمكن الأشخاص الأكثر ضعفا في مجتمعنا وحول العالم من الحصول على اللقاحات، بغض النظر عن المكان الذي يأتون منه. وإنه لفخر كبير أن تساهم المفوضية في جهود الحكومة الأردنية لتحقيق ذلك”.
ووفقاً للمفوضية، سيتمكن اللاجئون الذين يعيشون في المناطق الحضرية، والذين يمثلون 80% من اللاجئين في الأردن، من تلقي اللقاح في العيادات الصحية القريبة منهم. أما بالنسبة إلى أولئك الذين يعيشون في المخيمين الرئيسيين للاجئين الزعتري والأزرق، فتعمل المفوضية عن كثب مع وزارة الصحة الأردنية لإدارة حملة تلقيحهم.