منظمة “هيومان رايتس ووتش” تدعو إلى توزيع عادل للقاح كورونا في سوريا

دعت منظمة “هيومان رايتس ووتش” المعنية بحقوق الإنسان، إلى توزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد “كوفيد – 19” بطريقة منصفة على السكان في سوريا، مع ضمان وصوله للفئات الأكثر ضعفا، بغض النظر عن أمكنة تواجدها داخل البلاد. وعبرت المنظمة عن قلقها من أن تقوم الحكومة السورية بعرقلة وصول اللقاحات للمناطق الخارجة عن سيطرتها، خاصة أنها تتبع “ممارسات صحية تمييزية كسلاح حرب”.

قالت منظمة “هيومان رايتس ووتش” إن اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد – 19 يجب أن توزع وتعطى بطريقة عادلة في سوريا، التي دمرتها 10 سنوات من الحرب، وأصبحت حاليا مجزأة إقليميا.

ممارسات صحية تمييزية

وطالبت المنظمة غير الحكومية في بيان منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية بضمان إعطاء اللقاح للفئات الأكثر ضعفا في بلد اضطر فيه ما يقرب من نصف سكانه، البالغ عددهم 20 مليون نسمة، إلى مغادرة منازلهم. وقالت الأمم المتحدة إن حوالي أربعة ملايين سوري بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية.

وذكرت سارة كيالي، وهي باحثة سورية في هيومان رايتس ووتش، أنه “يجب على الذين يزودون سوريا باللقاحات أن يبذلوا قصارى جهدهم لضمان وصول لقاحات كوفيد – 19 إلى الفئات الأكثر ضعفا، بغض النظر عن مكان وجودها في البلاد”.

ووافقت الحكومة السورية، في الأيام الأخيرة على الانضمام إلى نظام “كوفاكس”، الذي أنشأته منظمة الصحة العالمية لضمان توزيع اللقاحات في البلدان الأكثر حرمانا. ومع ذلك قالت الحكومة إن شراء اللقاح “يجب ألا يؤثر على سيادة سوريا”.

وأوضحت رايتس ووتش أنها تشعر بالقلق من أن هذا يشير إلى أن بعض المناطق في البلاد، والخارجة عن سيطرة الحكومة، قد لا تستفيد من إدارة اللقاح. ولفتت إلى أن الحكومة المركزية السورية لديها ممارسات صحية تمييزية، حيث “تقوم بمنع الأفراد من الحصول على العلاج الطبي في بعض المجتمعات، وهي ممارسات تستخدم كسلاح حرب”.

عرقلة وصول الأدوية

وأضافت المنظمة الحقوقية في بيانها أن “الحكومة السورية كثيرا ما حجبت التصريح أو قامت بتأخيره، وحتى منعت بعض الأدوية من الوصول إلى المناطق التي لا تسيطر عليها”، في إشارة إلى منطقة شمال شرق سوريا الواقعة تحت السيطرة الكردية السورية، المدعومة من الولايات المتحدة وروسيا، ومنطقة شمال غرب سوريا الواقعة تحت السيطرة التركية المباشرة وغير المباشرة.

ولفتت “رايتس واتش” إلى التحدي اللوجيستي الكبير في توفير الشروط التقنية الصحية لتخزين لقاح كورونا في سوريا بسبب ظروف التخزين، وإدارة سلسلة التبريد الصعبة في ظل انقطاع الكهرباء، إضافة إلى البنية التحتية الصحية المدمّرة”.

ويمكن للبضائع، وفي كثير من الحالات للأشخاص، أن ينتقلوا من منطقة إلى أخرى في سوريا رغم الحرب والضوابط السياسية والعسكرية المختلفة، لكن السلطات المعنية غالبا ما تعرقل تداول الأدوية.

وأشارت هيومان رايتس، إلى رفض دمشق السماحَ لمنظمات الأمم المتحدة بالعمل على “إنشاء معامل اختبار كوفيد – 19 في شمال شرق البلاد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى