مغاربة وأتراك في هولندا يشتبكون مع إسرائليين

مواجهات بالسكاكين ومحاولات دهس بالسيارات

 

تتواصل حالة التوتر الأمني الكبيرة في ملاعب الكرة الأوروبية، على خلفية الصراع العسكري والسياسي في المنطقة العربية والشرق أوسطية، ويتجلى أحدث وآخر أشكال التوتر في الملاعب الأوروبية الاشتباكات العنيفة التي حدثت في أمستردام بهولندا مساء الخميس، قبل وبعد مباراة أياكس أمستردام الهولندي وفريق مكابي الاسرائيلي في بطولة الدوري الأوروبي.

وبالنظر إلى زحف جماهير فريق مكابي خلف فريقها، وكذلك وجود عدد كبير من اليهود في هولندا، حيث يبلغ عددهم وفقاً لآخر الاحصائيات 50 ألفا، فضلا عن وجود نصف مليون مغربي، ونصف مليون تركي يعيشون في هولندا، فقد كانت مباراة أياكس الهولندي ومكابي الاسرائيلي بمثابة البيئة المحفزة على العنف الجماهيري، ولكن بأبعاد سياسية.

فقد أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن هجمات عنيفة ضد مشجعي فريق مكابي تل أبيب، حدثت في أمستردام، عقب مباراة كرة القدم التي جرت مساء الخميس، بين فريق أياكس، ومكابي.

تدخل المغاربة والأتراك في هولندا

كما تعرض أنصار فريق مكابي تل أبيب لهجوم في أمستردام من قبل مجموعة من المواطنين الهولنديين من أصول تركية ومغربية والذين ورد أنهم انتظروا خارج الكازينو لاستهدافهم.

وقد اندلعت اشتباكات عنيفة ليل الخميس في أمستردام قبل مباراة الدوري الأوروبي بين فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي وفريق أياكس الهولندي، حيث تصاعدت التوترات بعد ظهور لقطات لمشجع مكابي تل أبيب يمزق العلم الفلسطيني، مما أطلق شرارة العنف.

وفي إحدى الحوادث، ورد أن مواطنين هولنديين من أصل تركي طاردوا مشجعًا لفريق مكابي بعد سرقة جواز سفره على ما يبدو، ثم شرعوا في دفعه إلى النهر.

 

 

وقال مسؤولو مكابي إنهم على علم بالحادث، وتم التأكد من أن المشجع لم يصب بأذى. ونشر المهاجمون صورة لجواز سفره على وسائل التواصل الاجتماعي، وكشفوا عن صورة تشير إلى خدمته السابقة في الجيش الإسرائيلي.

وفي حادثة أخرى، تجمع مواطنون هولنديون من أصول تركية ومغربية خارج كازينو في أمستردام، في انتظار مشجعي مكابي. وفي حوالي الساعة 1:30 صباحًا، دخل مشجعان الكازينو وهما مصابان بجروح واضحة ودماء على وجهيهما.

وعلى الفور أغلق رجال الأمن الكازينو وأصدروا تعليمات للإسرائيليين بالنزول إلى الطابق السفلي حيث كان حوالي 50 شخصاً، مسلحين بالسكاكين والعصي، ينتظرون في الخارج.

وقال أحد الشهود: “بعد حوالي نصف ساعة، وصلت حوالي سبع سيارات شرطة. وبدأت الشرطة في مرافقتنا إلى الخارج في مجموعات صغيرة عبر طريق بديل لتجنب المهاجمين. لم يكن لديهم حل واضح – قالوا لنا فقط: “اذهبوا بعيدًا ونأمل أن يكون كل شيء على ما يرام”.

الأعلام الفلسطينية في كل مكان بأمستردام

 

 

وأضاف :”غادرنا في مجموعات صغيرة، مدينة أمستردام مليئة بالأعلام الفلسطينية، وكل سائق سيارة أجرة تقريبا عربي. إذا أدركوا أنك إسرائيلي، فهناك الكثير من العداء”.

وبحسب ما ورد بدأت الاضطرابات الأولية عندما ادعى سائق سيارة أجرة عربي أنه تعرض للهجوم، مما أدى إلى العديد من الاضطرابات التي تلت ذلك، والتي حرض عليها إلى حد كبير سائقو سيارات الأجرة من أصل عربي.

 

اعتقال 50 شخصاً وابعاد أنصار فلسطين

 

وأفاد موقع NOS الهولندي مساء الخميس، أن الشرطة الهولندية أبعدت عدداً كبيراً من الشباب المؤيدين لفلسطين عن ملعب يوهان كرويف في أمستردام، حيث بدأت المباراة في الساعة التاسعة مساء، وجميعهم أرادوا الاحتجاج هناك ضد وصول فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي، لكن رئيس البلدية قرر أن الاحتجاج يجب أن يتم على بعد كيلومتر من الملعب، تجنباً لأي أعمال عنف.

وهتف الشباب المؤيد لفلسطين، وهم من أصول مغربية وتركية “فلسطين حرة”، “لا عدالة، لا سلام”، “اللعنة على الشرطة”، و”الله أكبر”.

 

 

وقامت الشرطة بسحب العلم الفلسطيني من واجهة شارع روكين في أمستردام، وانتشرت قوات الأمن في الشوارع، كما أفادت تقارير أنه تم اعتقال 50 شخصاً، وهناك عدد من الإصابات على إثر الاشتباكات التي حدثت بين جماهير الفريق الإسرائيلي، والمؤيدين لفلسطين، ولم تحدد الشرطة ما إذا كان الجميع قد حضر من أجل المباراة، أم أن هناك عناصر أخرى شاركت في أعمال العنف بدافع العداء السياسي فقط.

 

 

الخارجية الاسرائيلية تتحرك

كما أشارت تقارير مختلفة في إسرائيل وأمستردام إلى أن سفارة إسرائيل في هولندا تدخلت وتساعد في نقل الإسرائيليين إلى مكان آمن، وأظهرت لقطات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي مشجعين يتعرضون للضرب والمطاردة بالسكاكين، ويتجنبون التعرض للدهس من قبل المركبات.

وبحسب صحيفة معاريف، فقد وقعت محاولة واحدة على الأقل لاختطاف إسرائيلي، وقام العديد منهم باحتجاز أنفسهم في المتاجر والمباني، وأظهرت مقاطع فيديو متعددة إسرائيليين يقفزون في القنوات لتجنب المتظاهرين.

نشر رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت على موقع تويتر تغريدة لتنبيه الناس إلى الوضع، وكتب :”في هذه اللحظات، يتجول العرب ويعتدون على السياح الإسرائيليين بالضرب المبرح بطريقة تبدو مهددة للحياة، أدعو كل من يستطيع أن يفعل ذلك، إلى التصرف بأي وسيلة لإنقاذ حياتهم. استيقظوا.”

ونشر بينيت منشورات باللغتين العبرية والإنجليزية، داعيا السلطات إلى التدخل، وقال في منشوره باللغة الإنكليزية: “ما أراه يبدو أنه يهدد الحياة: أشخاص أبرياء يتم دهسهم، وضربهم، ودفعهم إلى النهر وأكثر من ذلك”.

“أدعو السلطات الهولندية إلى التحرك فورًا لمنع وقوع إصابات وما هو أسوأ. أرجو من أي شخص يستطيع التصرف أن يفعل ذلك الآن”. كما أشار إلى رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف، الذي لم يتطرق إلى الوضع بعد.

وأكد وزير الخارجية الجديد جدعون ساعر، على قناة X، أنه على اتصال بالسلطات في هولندا، وأنشأ خطًا ساخنًا للإسرائيليين واليهود المعرضين للخطر.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى