لونا الشبل تعود …
مع سقوط نظام بشار الأسد وفراره من البلاد، في الثامن من الجاري، إثر تقدم قوات المعارضة السورية ووصولها إلى العاصمة وسيطرتها على كبريات المدن، بدأت تتكشف أسرار النظام السوري ووثائق ارتكاباته على مختلف الصعد العسكرية، والمالية، والأمنية، والسياسية.
عاد اسم مستشارة الأسد السابقة، الإعلامية لونا الشبل، والتي أعلن النظام السوري وفاتها بحادث سير في شهر يوليو/ تموز الماضي، ليعود إلى التداول بعد معلومات ورد فيها، أن لونا الشبل ماتت مقتولة، لا بحادث سير، كما أشاع إعلام الأسد الفارّ.
وكانت تقارير مختلفة قد تحدثت عن ما وصفته بشبهات تحيط بوفاة لونا الشبل، باعتبارها مستشارة الأسد المقربة، خاصة أنه تم إبعادها عن دائرته اللصيقة به، قبل أسابيع قليلة من الإعلان عن وفاتها بعد تعرضها لحادث سير. وذكر الباحث السياسي نضال السبع، في لقاء تلفزيوني، أن بشار الأسد اغتال لونا الشبل في إطار خطته المبكرة لمغادرة البلاد والتنحي عن السلطة، مشيرا إلى أن الأسد بدأ بالإعداد للتنحي منذ مطلع العام الجاري، عندما بدأ بنقل الأموال من سوريا إلى روسيا.
وأوضح السبع أن الأسد وفي إطار استعداده المبكر للانتقال إلى موسكو، قام بتصفية أكثر من شخص مطلع على عملية نقل الأموال من سوريا إلى روسيا، وكانت لونا الشبل أحدهم، حيث قام الأسد بتصفية محمد براء قاطرجي، الذي سبق له القيام بتجارة النفط لصالح الأسد مع تنظيم داعش، وكان يوصل الأموال إلى الأسد.
وقال الباحث السياسي، إن محمد براء قاطرجي لم يُقتل على الحدود السورية اللبنانية بقصف من مسيرة إسرائيلية كما أشاع النظام، بل إنه قتل على يد النظام السوري نفسه، في إطار التخلص من الأشخاص الذين كانوا على دراية بحجم الأموال التي كانت تُنقل إلى روسيا. وأضاف السبع أن اغتيال لونا الشبل كان جزءًا من التخلص من هؤلاء الشهود على عمليات نقل الأموال.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أشار إلى أن إعلان النظام السوري عن وفاة لونا الشبل بحادث سير جاء بعد قيام أمن النظام السوري باعتقال شقيقها العميد ملهم الشبل، ثم إخضاعه للإقامة الجبرية.
تجدر الإشارة إلى أن لونا الشبل كانت قد لعبت دورًا مهمًا في عملية نقل الأموال من سوريا إلى خارجها، حيث كانت تعتبر واحدة من الأشخاص المقربين إلى الأسد الذين كانوا ينسقون مع المسؤولين الروس، مما جعلها هدفًا للتصفية من قبل النظام. ويُعتقد أن المبالغ التي تم نقلها كانت ضخمة، لكن لم تُكشف الأرقام الدقيقة حتى الآن.
من جانبه، ذكر المرصد السوري أنه على الرغم من الإعلان عن مقتل الشبل في حادث سير، فإن الشبهات لا تزال تحوم حول الطريقة التي تم بها اغتيالها، خاصة أن سيارتها تعرضت لعملية صدم متكرر بعنف.
مصدر