دبلوماسي ألماني يتحدث عن هول صيدنايا

 

بعد زيارة سجن صيدنايا في دمشق برفقة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، عبّر المبعوث الألماني الخاص إلى سوريا ستيفان شناك عن صدمته من المشاهد التي عاينها داخل السجن، واصفاً إياها بأنها تفوق الوصف. في تغريدة عبر منصة “إكس”، نشر شناك صوراً من داخل السجن وعلّق قائلاً: “تعجز الكلمات عن وصف أهوال هذا المكان”، مؤكداً أن تلك المشاهد تحمل رسالة واضحة مفادها ضرورة العمل على منع تكرار مثل هذه الفظائع مرة أخرى.

من جهتها، أوضحت وزيرة الخارجية الألمانية أن زيارتها إلى دمشق جاءت بيد ممدودة ولكن بتوقعات واضحة من الإدارة السورية الجديدة، مشددة على أن الحكم على هذه الإدارة سيكون من خلال أفعالها. كما أشارت إلى أن ألمانيا والمجتمع الدولي يراقبون ما وصفته بـ”مؤشرات الاعتدال” التي أبدتها الفصائل المسيطرة على دمشق، معتبرة أن الهدف الأساسي هو إعادة سوريا إلى موقعها كعضو يحظى بالاحترام ضمن المجتمع الدولي، خاصة بعد طي صفحة مؤلمة من تاريخها مع سقوط نظام بشار الأسد.

 

كان سجن صيدنايا، الذي يبعد حوالي 30 كيلومتراً عن دمشق، كان لسنوات رمزاً للانتهاكات الوحشية التي ارتكبها نظام الأسد، حيث وصفته منظمة العفو الدولية بأنه “مسلخ بشري” نظراً للإعدامات والتعذيب الممنهج الذي وقع داخله. بُني هذا السجن في عام 1987 ليكون مخصصاً للمعتقلين السياسيين، لكنه تحول إلى مسرح لانتهاكات جسيمة موثقة من قبل المنظمات الحقوقية وشهادات الناجين.

مع سقوط نظام الأسد بعد هجوم عسكري مفاجئ استمر 11 يوماً، سارعت الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام إلى فتح السجون، بما فيها سجن صيدنايا، وإطلاق سراح آلاف المعتقلين. انتشرت صور الناجين حول العالم، وقد بدا العديد منهم في حالة ضعف شديد وبعضهم لم يتمكن حتى من الوقوف.

سجن صيدنايا، الذي كان رمزاً للرعب والاستبداد، أصبح اليوم شاهداً على نهاية حقبة دموية في تاريخ سوريا، بينما تتحرك البلاد نحو مستقبل جديد تحت إدارة تسعى لاستعادة كرامة الإنسان ومكانة سوريا بين الأمم.

 

 

 

مصدر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى