اكتشاف مقبرة جماعية تضم 26 جثة متفحمة في سبينة بريف دمشق
عثر الدفاع المدني السوري على بقايا متفحمة لما لا يقل عن 26 جثة داخل قبوين منفصلين في بلدة سبينة بريف دمشق. الجثث التي تعود لرجال ونساء وأطفال كانت تحمل آثار طلقات نارية وحروق، في مشهد يوثق إحدى جرائم الحرب في سوريا.
ووفقاً لوكالة “أسوشيتد برس”، استخرجت فرق الدفاع المدني رفاتاً متآكلة وهياكل عظمية مجزأة من داخل القبوين، حيث جرى توثيقها وترميزها قبل نقلها في أكياس مخصصة إلى جهات مختصة لتحديد هوية الضحايا.
عبد الرحمن المواس، أحد أفراد فرق الدفاع المدني، أكد أن الفريق عثر على أكثر من 780 جثة منذ نوفمبر الماضي، معظمها مجهولة الهوية، مشيراً إلى أن العديد منها اكتُشفت داخل قبور جماعية تم الإبلاغ عنها من السكان المحليين أو التي كشفتها الحيوانات.
وأوضح المواس أن العمل على تحديد هوية الضحايا يشمل مطابقة الرفات مع أفراد عائلاتهم المحتملين، وهي عملية معقدة قد تستغرق سنوات.
محمد الحرفي، أحد سكان المنطقة، أشار إلى أنه مع عودته وعائلته إلى سبينة في عام 2016 لاحظوا انتشار رائحة الجثث، لكنهم لم يبلغوا السلطات خوفاً من انتقام النظام، موضحاً أن السكان يعلمون أن قوات النظام هي التي ارتكبت هذه الجرائم.
السكان الذين عاينوا الموقع أكدوا أن الجثث تعود لمدنيين كانوا قد فروا من القتال في حي العسالي عام 2013، حينما فرضت قوات النظام حصاراً خانقاً على المنطقة.
عمار السلمو، أحد عناصر الدفاع المدني، شدد على ضرورة جمع شهادات السكان الذين عاشوا في المنطقة أثناء تصاعد القتال، لتوثيق الحقائق وتحديد هوية الضحايا.
وفي سياق متصل، أصدر فريق التحقيق الدولي المستقل بشأن سوريا تقريراً جديداً، أكد فيه استمرار اكتشاف المقابر الجماعية في سوريا، مشيراً إلى أن نظام الأسد ارتكب أفظع الانتهاكات بحق المدنيين، بما في ذلك الاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري.
التقرير دعا إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية مواقع المقابر الجماعية وضمان حفظ الأدلة المتعلقة بجرائم الحرب، إلى أن يتسنى لفرق الطب الشرعي والخبراء فحصها بشكل دقيق في المستقبل.
مصدر