اعتداءات وإحراق ممتلكات لسوريين في قيصري التركية

 

 

 

 

 

 

تشهد مدينة قيصري وسط تركيا حالة من التوتر والاضطراب، بعد وقوع اعتداءات على لاجئين سوريين وإحراق ممتلكاتهم، وذلك على خلفية انتشار أخبار مغلوطة تتعلق باتهام شاب سوري بالتحرش بطفلة تركية.

وبدأت القصة عندما انتشر مقطع مصور لشاب قيل إنه سوري يتحرش بطفلة تركية في إحدى المرافق العامة، مما أثار غضب الأهالي.

§

§

وعقب ذلك، أقدمت مجموعات من المواطنين الأتراك على الاعتداء على اللاجئين السوريين، وإحراق ممتلكاتهم، وتدمير سياراتهم في الشوارع، مطلقين شعارات تطالب بترحيل جميع السوريين إلى بلادهم.

§

§

 

معلومات مغلوطة

§

وتبيّن لاحقاً أن الطفلة ليست من الجنسية التركية، بل من الجنسية السورية، وفقاً لما ذكرته ولاية قيصري وتقارير إخبارية، ومع ذلك، لم تتوقف أعمال العنف ضد السوريين في المدينة.

§

§

وبحسب صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي معنية بأخبار السوريين في ولاية قيصري، فإن الشاب المتهم مصاب باضطراب عقلي، وهو ابن عم الطفلة، والحادثة وقعت في دورة مياه عامة بسوق السبت.

§

§

وقالت ولاية قيصري، في بيان، إنه “في 30 حزيران 2024، في منطقة دانشمنت غازي بولايتنا، أقدم شخص سوري بالتحرش بطفلة سورية صغيرة. وجرى اعتقال المتهم من قبل وحدات الأمن لدينا، ووضعت الطفلة تحت الحماية من قبل الجهات المختصة”

§

§

وأضافت “نحن نتابع القضية بدقة، وندعو مواطنينا إلى التحلي بالهدوء وعدم الانخراط في أي تصرفات غير تلك التي تعلنها الجهات الرسمية. نشكر المواطنين على تفهمهم واحترامهم لهذه التعليمات”.

§

“سنفعل ما هو ضروري”

§

وقال قائد شرطة قيصري، أتانور أيدين، في تسجيل مصور، لسكان الحي الذي شهد أعمال شغب: “أعدكم بأنه سيتم اتخاذ جميع الإجراءات ضد المتهم، بما في ذلك ترحيله”.

وطالب السكان بعودة المواطنين إلى منازلهم، مضيفاً: “سنفعل ما هو ضروري”.

§

استغلال الحادثة للتحريض ضد اللاجئين

§

وفجرت حادثة قيصري موجة من التصريحات العنصرية ضد السوريين، حيث استغلت أطراف سياسية الحادثة للمطالبة بترحيل جميع اللاجئين إلى بلادهم، وتبرير أعمال العنف ضدهم.

وقال رئيس بلدية بولو، تانجو أوزجان، على نصة التواصل الاجتماعي “إكس”: “لقد أدى النضال الذي أخوضه منذ سنوات إلى نتائج في بولو. ومع ذلك الإرادة التي تحكم بلادنا لم تتوقف عن إرسال اللاجئين إلي”.

وأضاف: “اتهموني بالعنصرية، اتهموني بالفاشية! لكن لفترة طويلة، لم يرغب أحد في رؤية أنني وطني أحاول منع مثل هذه الأحداث”

وتابع:” لا بد من مناقشة هذا الموضوع على الفور، الحكومة المخطئة والمعارضة الصامتة يجب أن تتحدثان عن هذا الموضوع بلا تأخير!”.

أما النائب عن حزب الشعب الجمهوري في قيصري، أشكين جينج، قد حضر موقع الحادث وقال: “أزمة الهجرة التي تتزايد يوماً بعد يوم هي نتيجة لسياسات الحكومة غير الاهتمامية وعدم إيجاد الحلول”.

وأردف: “يجب على تركيا وضع سياسة هجرة تهتم بالسلام الاجتماعي على الفور”.

في حين قال مرشح الرئاسة التركية السابق سنان أوغان، إن “الحادثة أظهرت مرة أخرى أن أحداثاً مماثلة يمكن أن تحدث في أي وقت في بلدنا حيث يوجد الكثير من اللاجئين”.

وأشار إلى أن “إعادة ما يقرب من 900 ألف لاجئ منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة أمر مهم ولكنه غير كاف. ومن الضروري أن يتم توسيع نطاق عملية عمليات الترحيل وتسريعها”.

بينما قال الكاتب والمحلل السياسي فاتح تيزجان: “يتم حرق جميع متاجر السوريين في قيصري. والسبب هو أن منحرف سوري تحرش بطفلة سوري، لو ارتكب تركي هذا العار هل ستحرق جميع محلات الأتراك؟”.

وأوضح نائب رئيس الدعاية والإعلام في حزب العدالة والتنمية، أمره جميل آيفالي، “أن استهداف جميع اللاجئين السوريين والإشادة بأميت أوزداغ على أساس حادث فردي هو أمر متهور”.

§

حملات أمنية وتصاعد الكراهية ضد السوريين

§

وتأتي هذه الأحداث في ظل تنامي العنصرية والحملات الأمنية في المدن التركية الجنوبية، إلى جانب زيادة عمليات الترحيل ضد اللاجئين السوريين.

وقد أثارت هذه الحملة مخاوف واسعة بين اللاجئين السوريين في تركيا، الذين يعيشون أصلاً في ظروف صعبة، وقد جاءت بعد إطلاق 41 منظمة مجتمع مدني في غازي عنتاب بياناً مشتركاً غير مسبوق، يحذّر من “غرق” الولاية تحت وطأة تدفق اللاجئين السوريين.

وتتزايد المشاعر المناهضة للسوريين في تركيا، حيث يُحمّل البعض اللاجئين مسؤولية الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، بما في ذلك ارتفاع معدلات البطالة والتضخم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى