حملة أمنية مكثفة في ريف حمص : ضرب فلول النظام ومواجهة تحديات ميدانية
تسارعت الأحداث في محافظة حمص، حيث أطلقت إدارة العمليات العسكرية بالتعاون مع إدارة الأمن العام حملة أمنية واسعة النطاق، استهدفت ملاحقة فلول نظام الأسد المخلوع، وضبط الأسلحة غير الشرعية المنتشرة في المنطقة. شملت الحملة مناطق ريف حمص الشمالي والغربي، التي طالما عانت من انتهاكات النظام السابق وجرائمه بحق الشعب السوري، وهي تهدف إلى تعزيز الأمن ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم السابقة.
تركزت العمليات على المناطق التي تحصن فيها مئات الضباط والعناصر الذين رفضوا التسوية أو تسليم أسلحتهم بعد سقوط النظام، مما فرض تحديات أمنية كبيرة. وأشارت مصادر أمنية إلى أن الحملة جاءت بعد تعرض دوريات أمنية لهجمات مسلحة في ريف حمص، إضافة إلى معلومات استخبارية تفيد بوجود مخازن أسلحة ومخدرات تستخدمها مجموعات مسلحة من فلول النظام وميليشياته السابقة.
في هذا السياق، صرّح مصدر في إدارة العمليات العسكرية بأن الحملة لا تستهدف فقط ضبط الأسلحة والمطلوبين، بل أيضاً تفكيك الشبكات المرتبطة بتجارة المخدرات وتهريب الأسلحة، التي نشطت في ريف حمص بسبب قربه من الحدود اللبنانية.
مقاومة عنيفة وتحديات ميدانية
واجهت الحملة مقاومة شديدة في بعض المناطق، خاصة في قرى مثل القبو والغور الغربية. وذكرت المصادر أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل عدد من العناصر المرتبطة بميليشيات النظام السابق، بينما تم القبض على آخرين، بينهم قياديون بارزون كانوا مسؤولين عن انتهاكات واسعة النطاق خلال السنوات الماضية.
وأفادت التقارير بأن القوات المشاركة استخدمت أسلحة ثقيلة ومدرعات للتعامل مع المجموعات المتحصنة، خاصة في المناطق ذات التضاريس الوعرة أو المواقع السكنية التي تستغلها تلك العناصر كدروع بشرية. ورغم الحذر الشديد لتجنب وقوع خسائر بين المدنيين، إلا أن بعض العمليات شهدت تجاوزات، أثارت ردود فعل غاضبة بين السكان.
الميلشيات الشيعية
كانت تسرح وتمرح على زمن نظام الأسدا تم حصرهم في زاوية ضيقة
كما حصل اليوم في بلدة القبو في ريف حمصلا مفر لهم سوى الاستسلام #يوم_الجمعة #ساعه_استجابه pic.twitter.com/QqjNmNU6q0
— ZİYAD SHİKHANİ (@shikhani82) January 24, 2025
مع تصاعد الحملة، أصدرت منظمات حقوقية تقارير توثق حالات إعدام ميداني واعتقالات تعسفية بحق مدنيين، وهو ما أدى إلى احتجاجات شعبية في بعض المناطق. وأكدت مجموعة “السلم الأهلي” الحقوقية توثيق 13 حالة قتل أثناء الحملة، بينها إعدام ميداني لشاب في قرية خربة الحمام. كما أشارت إلى وقوع انتهاكات أخرى، أبرزها العثور على جثث لمعتقلين بعد اختفائهم خلال العمليات الأمنية.
في بلدة مريمين، التي تقطنها الطائفة المرشدية، اندلعت موجة غضب بسبب تقارير عن إساءة مقدسات دينية للطائفة من قبل عناصر أمنية. وأفادت مصادر محلية بأن التصرفات التي تضمنت إنزال صور رموز دينية وإهانتها، أدت إلى توترات بين سكان البلدة والقوات الأمنية، مما دفع الجهات الرسمية إلى التدخل.
تصريحات رسمية وحقوقية
تعقيباً على الأحداث، أكد المكتب الإعلامي لمحافظة حمص أن الحملة تستهدف فرض الأمن ومحاسبة الخارجين عن القانون، لكنه شدد على ضرورة احترام حقوق الإنسان وعدم السماح بأي تجاوزات. وأوضح المكتب أنه تم تشكيل لجنة تحقيق للنظر في الانتهاكات المبلغ عنها في مريمين وغيرها من المناطق.
من جانبه، دعا مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى ضمان الشفافية في الإجراءات المتبعة، وتوفير محاكمات عادلة للمطلوبين، بعيداً عن أي اعتقالات تعسفية أو محاكمات ميدانية.
أبعاد اجتماعية
تتمتع مناطق ريف حمص الغربي والشمالي بأهمية استراتيجية كبيرة، نظراً لقربها من الحدود اللبنانية وارتباطها بشبكات تهريب الأسلحة والمخدرات. وتُعد منطقة الحولة، التي تعرضت لحصار طويل ومجازر مروعة خلال عهد النظام السابق، واحدة من أبرز المناطق التي شهدت تصعيداً في الحملة الحالية.
ورغم انتهاء الحصار وعودة بعض السكان المهجرين بعد سقوط النظام، إلا أن التوترات الطائفية والاجتماعية ما زالت تُلقي بظلالها على المنطقة. ويؤكد سكان الحولة استعدادهم للتعاون مع إدارة العمليات العسكرية لتحقيق العدالة، مع التشديد على محاسبة المجرمين بعيداً عن النزعات الانتقامية.
مصدر – حمص