إلى الرئيس ومن جاهد معه أهديكم الوصايا العشر … عبد الرحمن زغير

  1. كان خيرًا تأجيلكم الالتزام بكل مظاهر الدولة.
    بقاء سوريا في المنطقة الرمادية بين الدولة واللادولة يعفيكم من فزلكة الدول وقوانين عصبة الأمم التي لا تُطبَّق إلا علينا.
    فأبقوها هكذا وفاوضوا إما التمكين أو فوضى تبدأ في بلاد الشام ولا يعلم أحد آخرها.
    وأعطوا الغرب ما شاء من كلام يطرب لسماعه، فإن شريعة الغرب أن الوعود جُعلت لينكثها القوي، وإني أرى هذا والله من التَّقِيَّة المباحة.
  2. صدّروا الأزمة إلى أرض العدو، ولا تجعلوا أرضكم ساحة الصراع الوحيدة.
    انقلوها إلى البقاع، وحوّلوا حزب الله ومن يخبئ من فلول السفاح لعبء على الجميع، أولهم الأطياف اللبنانية.
    أحرقوا مزارع المخدرات وأضعفوهم اقتصاديًا أو زيدوا العبءَ على إيران.
    وأعلموا أن قادة العراق همسًا أن سنة العراق ملّوا تسلطهم بحجة صدام وداعش، بل إن الشيعة أنفسهم ليسوا من الراضين عن التبعية لإيران. قد يكونون ما زالوا ملتفين حولكم أكثر مما كان رجال بشار ملتفين حوله، ولكنهم عرفوا كما عرف الجميع أنه لا طمع لنا بمقدساتهم، ولا همَّ لكم إلا السيطرة باسم الدين، تتاجرون باسمه من تحت العمائم بكل ما هو محرم.
    هم يرون بيوت قادة الميليشيات في المنطقة الخضراء وشارع المنصور تنافس بيوت أبو ظبي رفاهيةً، ثم يعودون ليسيروا في طرقات غير معبدة ذاهبين إلى المراقد التي يُفترض أن هذه الميليشيات تحميها، هذا والوقف الشيعي من أثرى الأوقاف.

  1. البؤرة التي يخرج منها أصغر شرارة، يُداس فيها على أعلى هامة، فلا كرامة لأحد عند الحديث عن شق الصفوف والغدر، واجعلوهم عبرة لمن بعدهم.
    ابدأوا باللحية البيضاء والعمامة الكبيرة، فهي مصدر الفتنة، ومن ابيضَّ شعره اليوم، اعلم أنه من أبطالهم في الثمانينيات.

  2. اخلقوا بينهم خونة، واشتروا الذمم. من يتعاون معكم أعطوه وعدًا بالعفو والتخفيف، وتحالفوا مع عوائل تنصركم على عوائل، ولو كان فيهم المجرم والشبيح، فالغاية أسمى وأعلى.
    واعلموا أن من قال: “ألف كلب يعوي معي، خير من كلب يعوي علي”.
    أكرموا حليفكم، وقربوه، وأجزلوا له العطاء، ويا حبذا إن كان من عائلة تنافس قياداتهم اليوم أو كان بينهم ثأر وضغينة البارحة.
    سلطوهم على رقاب بعضهم، وليكن لئيمهم على لئيمهم.
    هم أهل دنيا، لا يرفضون المنصب والرياسة على قومهم ووفير المال والتصوير في صدور المجالس.
    لا كرامة لغيره، عاقبوا المتردد والمرجف بالنبذ والتأخير.

  3. اتبعوا اللامركزية في جبهات الدفاع والرباط، وسلطوا كل فريق على عدوه الذي هو أعلم به.
    أهل حماة والخان إلى الغاب.
    وأعطوا أهل حمص أمر مدينتهم، ثم الريف بينها وبين طرطوس.
    وسلحوا أبناء مدن الساحل الأربعة ليحموها، وليكون منهم نقباء يساعدون الجيش ويبقون تحت انضباطه.
    أهل القلمون الدرع في وجه حزب الله والمشاغلين لهم.
    الكتائب التابعة لتركيا الدرع في وجه الأكراد والمشاغلين لهم.
    وأبقوا مجاهدي دمشق عاصمين للعاصمة.
    وأبقوا على مركزية وزارة الدفاع وجهاد الطلب والنكاية.
    دعوا العوام لقراهم يحمونها، وافتكوا أنتم بالأعداء في مكامنهم.
    ليقوموا بالمدافعة والمشاغلة، فلا تتألب عليكم الجبهات مرة واحدة.
    وتسلموا تكتيكات الهجوم والكر والفر الاحترافي، فالكر والفر لأهل الكر والفر المتخرجين من كليات الحرب في إدلب وغيرها، فهذه أمور لا تستقيم في يد العوام.

  4. ابدؤوا اليوم بإفراغ دمشق من العشوائيات الطائفية، تعيدون لدمشق ألقها وخضرتها وتخففون اكتظاظها.
    من تُخرجون من بيته، لا تُعوّضوه على سرقته إلا أن ترسلوه إلى مخيمات تنشئونها في البادية خلف الضمير مثلًا، فلا يكونون عصبة تهددكم، ولا مددًا لعدوكم.
    إن أبوا إلا العودة إلى جبالهم، فلا يُعوَّضون بشيء، ولا يخرجون إلا بثيابهم وهمّهم على أهلهم.
    ثم ابدأوا ببناء جزر سنية في أوساطهم في الجبل تحت أي مسمى: مساكن ضباط، مشاريع سياحية، استثمارات… إلخ.
    افعلوا في جبالهم ما فعلوا في دمشق وحمص ومدن الساحل الأربعة، فلا يظلّون حزمة واحدة يشتدون مع بعضهم، ولا يبقى فيهم من يقول: “مناطقنا” “إقليمنا”.

  5. لا يُلهيكم أمر الداخل عن أمر الخارج، فأمر الخارج أهم في الوقت الراهن رغم ما نمر به من فتن. فاعلم أن 80% من الشعب معكم، يصبرون إن صبرتم، ويألمون إن ألمتم، لا يخافون في الله لومة لائم، مدركين أن هذا النصر تهون دونه أموالهم وأولادهم.
    أما أمر الخارج، فهو المكر والخديعة والتعامل بأدوات الآخر.
    زد في تثبيت نصر الثورة، واحصد اعترافات الدول بحكومتنا الجديدة، فما هي إلا أن تعين مندوبًا لسوريا في مجلس الأمم، وحينها سيكون كل أعداء ثورتنا خارجين على القانون باعتراف دولي.

  6. اصبر على أذى الصهاينة وهادنهم، وأسمعهم ما يودون سماعه، إلا أن تعطي الدنية في دينك.
    إن اضطرتك الظروف أن توقّع معهم اتفاقًا بشهادة الشهود، فوقع ولا تبالِ.
    أعلمهم أننا نراعي حسن الجوار إن راعوه، وأن لا خطر منا إن زال الخطر منهم، وأعطهم فوق ذلك ما يرضيهم من أمور معنوية على ألا يتعاملوا مع الحكومة إلا كحكومة.
    أي ارتباط بينهم وبين أي ميليشيا على الأرض لا يرضينا.
    أعلم كل أصدقاء إسرائيل أنك لا تعاديها، وليكونوا الوسطاء.
    فإن رفضوا إلا دعم الميليشيات الخارجة عن القانون، أو حاولوا تعجيزك بطلباتهم، فما عليك إلا أن تبعث إليهم ما يخلق الاضطراب في داخلهم.
    أنا أعلم كما تعلم والجميع يعلم أن لا مقارنة ممكنة بميزان القوة.
    أعرف قوة طيرانهم، وأنه لا يموت الواحد منهم حتى يستشهد مئة منا.
    إلا أننا قوم نحب الموت كما يحبون الحياة، واختبرنا من بشار ما لم تعد إسرائيل معه قادرة على تخويفنا بشيء.
    لا الدمار ولا القتل ولا الجوع عاد يؤثر بنا.
    هم أقوى بنوعية السلاح، ولكننا أقوى بنوعية الرجال، والأرض لنا فوق هذا.
    ولا يخلو قوي من نقاط ضعفٍ، ولله در غزة التي كشفت لنا وللعالم كله ضعفهم وخوارهم.

  7. إن كانت لك في هذا الأسبوع غاية تُسرّها في نفسك،
    أخرجها اليوم، ولا تنتظر، فالعالم كله أذعن بشرعية قوتك، وأيقن أن انكسارهم لا جبر له.
    وها هم حلفاؤك في ظهرك، السعودية دعمتك دبلوماسيًا منذ الساعة الأولى، وتركيا تحمي ظهرك من عصابات قنديل.

  8. اضرب المربوط، يخاف الفالتان،
    ولينتظر حكمت الهجري ومن حوله من صبية، ومظلوم عبدي ومن حوله من إرهابيين،
    لقاءك القادم بشيء من الخوف والقلق ونقص في الدعم والتأييد، وبشر الخائنين، أن لك رجالًا ينزلون الضباع سحلًا من أعالي الجبال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى