
المشهد السوري: تفاهمات دولية ودعم متزايد للشرع
هل باتت سوريا على أعتاب مرحلة جديدة من الاستقرار السياسي؟ وما حقيقة الدعم الدولي المتزايد للرئيس أحمد الشرع؟
منذ وصول الشرع إلى السلطة، برزت تحركات دولية مكثفة لضمان استقرار سوريا وإعادة ترتيب المشهد السياسي وفق تفاهمات إقليمية ودولية. فهل تسعى الولايات المتحدة وأوروبا إلى تثبيت سلطته مقابل التزامات معينة، أم أن التحولات تأتي في سياق تفاهمات أوسع تشمل العلاقة مع الأكراد والدروز؟
دور واشنطن: بين الضغط والدعم
من الواضح أن الإدارة الأميركية لعبت دوراً محورياً في ترتيب الأولويات السياسية داخل سوريا. فقد عملت على تهدئة العلاقة بين دمشق وشمال شرق سوريا، وأكدت على ضرورة تحقيق توافق مع الأكراد، مع تقديم ضمانات أميركية بعدم استهدافهم عسكرياً.
لكن لماذا تدفع واشنطن بهذه القوة نحو هذا الاتفاق؟ وهل الهدف الحقيقي هو تحقيق الاستقرار في سوريا، أم أن هناك مصالح أوسع تتعلق بموازين القوى في المنطقة؟
موقف أوروبا: دعم مشروط أم شراكة استراتيجية؟
أوروبا، التي كانت مترددة في إعلان موقفها، تبدو اليوم أكثر وضوحاً في دعمها للشرع. لكن هل كان ذلك مشروطاً بترتيبات اقتصادية واستراتيجية؟ خصوصاً مع تأخر فرنسا في إعلان اعترافها الرسمي بسلطة الشرع حتى تم تجديد عقد شركة CMA CGM في مرفأ طرطوس.
فهل باتت سوريا محط أنظار القوى الاقتصادية الكبرى، أم أن الأوروبيين يسعون لضمان تواجدهم في المشهد السوري دون خسارة النفوذ لصالح روسيا؟
الأكراد والدروز: تسويات أم بداية لامركزية جديدة؟
المفاوضات بين الحكومة السورية والأكراد شهدت تقدماً ملحوظاً، مع وعود بإدماج المقاتلين الأكراد ضمن التشكيلات الأمنية والعسكرية الرسمية، وإعطائهم دوراً في الإدارة المحلية. في المقابل، تسير التفاهمات مع الدروز في السويداء بوتيرة مختلفة، إذ لا تزال هناك خلافات حول طبيعة الحكم المحلي في المنطقة.
فهل هذه التفاهمات مقدمة لاعتماد نظام لامركزي واسع في سوريا؟ وهل يمكن أن تساهم هذه الخطوات في استقرار البلاد، أم أنها قد تؤدي إلى انقسامات جديدة مستقبلاً؟
روسيا وإيران: تحولات في مراكز النفوذ؟
على الرغم من العلاقة القوية بين موسكو ودمشق، فإن هناك مؤشرات على أن الشرع يسعى إلى إعادة ترتيب الأولويات، بما يضمن تقليص الهيمنة الروسية على القرار السياسي السوري. في المقابل، يبدو أن إيران فقدت بعضاً من نفوذها التقليدي، وسط انشغالها بملفات إقليمية أخرى.
هل يمكن القول إن دمشق تتجه نحو تعزيز علاقاتها مع الغرب على حساب تحالفاتها القديمة؟ أم أن هذه التغيرات هي مجرد تكتيك سياسي مؤقت؟
مع بدء المرحلة الجديدة من الحكم في سوريا، يبرز السؤال الأهم: هل يستطيع أحمد الشرع تحقيق استقرار سياسي حقيقي، أم أن البلاد ستظل ساحة لصراع النفوذ بين القوى الإقليمية والدولية؟ وما الذي تخبئه المرحلة القادمة لسوريا بعد سنوات من الأزمات؟