ابرزها باريس وبرلين .. سفارات الاسد أوكار نفوذ قديم تهدد سوريا الجديدة

رغم سقوط النظام السابق، لا تزال العديد من السفارات السورية في أوروبا تعمل بعقلية الماضي، حيث يسيطر عليها دبلوماسيون وموظفون يدينون بالولاء لسلطة الاسد التي انتهت، لكنهم مستمرون في ممارسة نفوذهم عبر قنوات دبلوماسية لم تتغير تركيبتها بعد.

خلال الأسابيع الماضية، شهدت عواصم أوروبية مثل باريس وأمستردام وبرلين مظاهرات حملت شعارات مستنسخة من بروباغندا النظام القديم، ما أثار تساؤلات حول الجهة التي تقف وراء هذه التحركات.

,               

المعلومات الواردة تشير إلى دور واضح لهذه السفارات في تنظيم تلك المظاهرات، عبر توظيف شبكاتها الأمنية والإعلامية القديمة لتحريك الشارع واستقطاب الرأي العام ضد الدولة السورية الجديدة.

الطريقة التي أُديرت بها تلك المظاهرات لا تبدو عشوائية، بل تحمل طابعًا منسقًا بعناية، بأساليب طالما استخدمها النظام في إدارة الحشود وتوجيه الرأي العام.

اللافت أن بعض المشاركين لم يكونوا فقط من السوريين الموالين للنظام السابق، بل شملت المظاهرات عناصر من تيارات إقليمية، مثل بعض الأتراك العلويين والعراقيين المرتبطين بميليشيات تدين بالولاء لطهران، ما يعكس بعدًا أوسع لهذه التحركات.

أمام هذه التطورات، يبرز تحدٍّ خطير للدولة السورية الجديدة : كيف يمكن التعامل مع سفارات لا تزال تعمل وفق قواعد اللعبة القديمة، وتستخدم موقعها الدبلوماسي لتأجيج الصراعات بدلًا من تمثيل بلدها بحياد ومسؤولية؟

المطلوب اليوم ليس مجرد متابعة شكلية، بل تحرك سريع لإعادة هيكلة البعثات الدبلوماسية السورية، وفصلها عن النفوذ الأمني الذي كان جزءًا من منظومة القمع القديمة.

فاستمرار هذه الأوكار تحت الغطاء الدبلوماسي يهدد السوريين في الخارج، ويفتح الباب أمام خصوم سوريا الجديدة لتشويه مسارها السياسي وإضعاف حضورها الدولي.

ما حدث في أوروبا مؤخّرًا ليس مجرد مظاهرات، بل رسالة بأن النظام السابق لا يزال يمتلك أدوات تحريك في الخارج، وأنه يحاول العودة عبر قنوات لم يتم إغلاقها بعد.

لهذا، فإن أي تهاون في التعامل مع هذا الملف يعني منح الماضي فرصة جديدة للتأثير في مستقبل سوريا.

؟

؟

متابعة مصدر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى