
حمص تُغيّر التمثال وتُبقي على القبــــــــــــح
أثار مشروع تأهيل دوّار مدخل حمص الجنوبي، المعروف بـ”دوّار الجامعة”، موجة واسعة من الانتقادات والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد الكشف عن التمثال الجديد الذي شُيّد في وسطه على هيئة كتب ضخمة متراكبة، كتب على كل منها اسم أحد العلماء العرب مثل “ابن النفيس” و”جابر بن حيان” و”الإدريسي”.
ورغم محاولة القائمين على المشروع تقديمه كتحية للعلم والمعرفة، لاقى التصميم استهجاناً عاماً، حيث وصفه ناشطون بأنه “صبة باطون” لا تحمل أي قيمة جمالية أو رمزية فنية، وتعيد إلى الأذهان نمطية التصميمات التي كانت تُفرض من قبل “فناني حزب البعث” في عقود القمع.
المهندس مصعب السلومي، رئيس مجلس مدينة حمص، دافع عن المشروع قائلاً إن الدوّار “يحمل رمزية خاصة، وقد تم تحويله من رمز للقمع في النظام السابق إلى رمز للعلم والمعرفة”، لكن ذلك لم يخفف من موجة النقد، بل زادها اشتعالاً.
…………………………………………………….
المواطنون عبّروا عن خيبة أملهم من المشروع، وعلّق أحدهم بسخرية: “هذا التصميم اجتهاد شخصي بغباء إنساني، وفي زمن الذكاء الاصطناعي يمكن تصميم نصب أجمل في دقائق”. فيما تساءلت ناشطة: “لماذا لا نخلّد رموزاً من تغريبة السوريين أو ضحايا الكيماوي والغرق، بدلاً من هذا الصمت الإسمنتي؟”.
ويشغل هذا الدوّار موقع تمثال “حافظ الأسد” الشهير الذي كان يلقّبه أهالي المدينة بـ”أبو موزة” في تهكم شعبي ساخر، وقد هُدم التمثال عام 2012 مع اشتداد الثورة، ليُعلن عن نهاية فصل طويل من الاستبداد في المدينة.
لكن اليوم، وبينما كان كثيرون ينتظرون نصباً يعبّر عن آلام الناس وآمالهم، جاء التمثال ليعكس – برأي البعض – فراغاً بصرياً وثقافياً، ويؤكد أن القطيعة مع ماضي البعث لم تكتمل، وأن الذائقة العامة ما زالت رهينة الاجتهاد العشوائي والذهنية الفوقية في “تجميل” ما لا يُجمَّل.
في النهاية، يبدو أن التمثال الجديد بدلاً من أن يُلهم، فتح باباً جديداً للحنق والسخرية، وجعل الكثيرين يتساءلون: من يحق له أن يُعرّف الجمال في مدننا؟ وهل فعلاً غادرنا مرحلة التمجيد الإجباري إلى حرية التعبير الجمالي؟
مصدر


