كرم الزيتون … حي ينبض بالحياة رغم الدمار

تحديات متراكمة خلفتها سنوات الحرب، يُعد حي كرم الزيتون في مدينة حمص من أكثر الأحياء تضررًا نتيجة العمليات العسكرية التي شنتها قوات النظام السوري وميليشياته، حيث طال الدمار أجزاء واسعة من المنازل والبنية التحتية، ما تسبب في نزوح جماعي للأهالي. ومع ذلك، شهد الحي في الفترة الأخيرة حركة عودة ملحوظة للسكان، إذ عاد نحو 500 أسرة إلى منازلهم رغم استمرار الدمار في بعض القطاعات، كحي الرفاعي الذي يضم قرابة 1500 منزل متضرر بشكل شبه كامل.

ويعاني الحي من أزمة كهرباء حادة، إذ تغيب أعمدة الكهرباء والأسلاك عن العديد من الشوارع، كما تعاني “اللوحات الأم” في خزانَي “حسن الضائع” و”الرفاعي” من أعطال متكررة، إلى جانب فقدان عدد كبير من العدادات نتيجة السرقة أثناء الحرب. في المقابل، تُسجَّل مشكلات مزمنة في شبكة الصرف الصحي، خاصة في الشوارع 17، 18، 25، و26، حيث تؤدي انسدادات الشبكة إلى تسرب المياه الملوثة إلى داخل بعض المنازل، مما ينذر بمخاطر صحية في القسم الشرقي من الحي، الذي يعاني أيضًا من تراكم الردميات والهدم الواسع.

ولم تسلم شبكة مياه الشرب من الأضرار، إذ يعاني الحي من تسربات حادة في الأنابيب، خصوصًا في البيوت المهجورة أو المهدّمة، ما يسبب ضعفًا في الضخ وخسارة كبيرة في المياه. كذلك، يفتقر الحي إلى مركز صحي، على الرغم من وجود موقع مخصص له في المخطط التنظيمي، ما يضطر السكان للتوجه إلى الأحياء المجاورة لتلقي اللقاحات والخدمات الطبية الأساسية.

في قطاع التعليم، توجد خمس مدارس في الحي، إلا أن واحدة منها لا تزال خارج الخدمة نتيجة التخريب، ما يزيد من الاكتظاظ في المدارس المتبقية بعد عودة أعداد كبيرة من الطلاب. وعلى صعيد النقل، يُعاني السكان من ضعف في شبكة المواصلات، حيث لا تدخل السرافيس إلى عمق الحي، بل تمر عبر الطريق العام فقط، في حين يطالب الأهالي بإعادة تفعيل خط السرفيس القديم الذي كان يصل كرم الزيتون بمناطق كـدوار الفاخورة وباب الدريب والسوق.

ورغم هذه الظروف، يشير السكان إلى توفر مادة الخبز بشكل جيد في الحي عبر عدة أفران، كما أن مستوى النظافة مقبول إلى حد ما، حيث تعمل سيارات القمامة بشكل منتظم. لكن في المقابل، نحو 90% من شوارع الحي بحاجة لإعادة سفلتة، كما تنتشر الحفر والردميات التي تعيق حركة السير في شوارع رئيسية مثل جامع الرفاعي، شارع 33، 53، 32، و28.

حي كرم الزيتون، الذي شهد فصولًا دامية من الصراع، يُكابد اليوم في ظل وعود لم تتحقق بعد، بين أمل السكان في استعادة الحياة، وصمت الجهات الخدمية المعنية عن واقع لا يزال هشًّا.

؟

علي فجر المحمد – مصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى