“المنطقة الصناعية” في دير بعلبة – حلم عمره 25 عاماً ينتظر الكهرباء…للانطلاق

المشروع المتروك يتعرض للنهب والسرقة

تعد المنطقة الصناعية في دير بعلبة من واحد من أهم المشاريع التنموية في مدينة حمص، إذ أنشئت عام 2000 بقرار من مجلس المدينة، بهدف نقل الحرف “المقلقة للراحة” كالصناعات المعدنية والنجارة وغيرها إلى مكان مخصص، وتوفير بيئة عمل آمنة ومنظمة للحرفيين وأصحاب الورش ما يقلل من الإزعاج داخل الأحياء السكنية ويوفر بنية تحتية ملائمة للحرفيين، بالإضافة إلى خلق فرص عمل جديدة تعزز من النشاط الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة.

تبلغ مساحة المنطقة الحرفية 1305 هكتارات، وتضم 829 مقسماً حرفياً، تضم نحو 1200 محل حرفي، بعضها جاهز وبعضها قيد الإنشاء، اكتتب عليها الحرفيون بالكامل، وتم تخصيصها أيضاً بالكامل.

إنجازات متوقفة عند الكهرباء

وفقاً للبيانات الرسمية، بلغت نسبة إنجاز شبكة المياه 100٪، وشبكة الكهرباء 75٪، في حين تم تأهيل مداخل ومخارج المنطقة بنسبة 90٪. أما بقية الأعمال، فقد وصلت إلى 35٪ فقط. وقد بلغت مساهمات وزارة الإدارة المحلية ما يقارب 1.557 مليار ليرة سورية، مع تمويل ذاتي من مجلس المدينة بلغ 13 مليون ليرة.

لكن، ورغم هذه الاستثمارات الضخمة، فإن المشروع لم يُنجز بعد، نتيجة السرقات المتكررة التي تعرضت لها المنطقة بعد التحرير، إضافة إلى الفساد الذي شاب إحدى المناقصات الخاصة بالكهرباء في عام 2024 ، والتي تم إلغاؤها لاحقاً بعد التحرير، دون أن تُستبدل بأخرى حتى الآن.

أصوات الحرفيين: 25 عاماً من الانتظار

محمد – حرفي: “نحن جاهزون، لكن الكهرباء تمنعنا”

“المنطقة الحرفية جاهزة بالكامل، وتضم 1200 محل، لكننا بحاجة ماسة إلى محولة كهرباء كبيرة لتسليم المحلات وبدء العمل. هذه المنطقة ستعيد الحركة والحياة لدير بعلبة، وستفيد آلاف العائلات”.

أحمد العلي – حرفي منذ 25 عاماً قال لمصدر : “نهاية الطريق قريبة، لكننا عالقون”

“نحن ننتظر منذ 25 سنة، وكل شيء جاهز تقريباً. ينقصنا فقط القليل لننطلق. هذه المنطقة ستؤمن آلاف فرص العمل، ليس فقط للحرفيين بل لكل من يعمل معهم”.

محمود طالب – أحد المستفيدين : “المنطقة ستنعش الحي اقتصادياً”

“بمجرد تشغيل المنطقة، ستنتعش دير بعلبة اقتصادياً. المحلات، المطاعم، وسائط النقل، وكل الخدمات ستعود بقوة”.

المنطقة الحرفية في دير بعلبة ليست مجرد مشروع عمراني، بل هي مشروع اجتماعي اقتصادي بامتياز. فهي تهدف إلى نقل الحرف “المقلقة للراحة” كـالحدادة والنجارة إلى مكان مخصص، ما يساهم في تحسين بيئة المدينة، إضافة إلى:

المنطقة الحرفية في دير بعلبة
المنطقة الحرفية في دير بعلبة

توفير آلاف فرص العمل.

دعم الصناعات الصغيرة والحرفية.

تنشيط الحركة الاقتصادية في دير بعلبة وعموم حمص.

توفير مركز خدمات متكامل للحرفيين.

رئيس مجلس المدينة: “ندرس الاحتياجات وسنطلق المناقصة قريباً”

صرّح المهندس مصعب السلومي، رئيس مجلس مدينة حمص، أن المشروع قيد المتابعة، وأنه يتم حالياً دراسة الاحتياجات الفعلية، خاصة فيما يتعلق بالكهرباء والطرقات. وأشار إلى أنه تم توظيف حراسة على المنطقة بعد تكرار السرقات، وهناك دراسات جاهزة لتفعيل المشروع في وقت قريب.

نداء لإنقاذ حلم الحرفيين

مشروع المنطقة الحرفية في دير بعلبة يقف اليوم على أبواب التشغيل، لكنه متوقف بسبب محولة كهرباء، وقرار إداري لم يصدر بعد. الحرفيون يناشدون الجهات المعنية:

إن تفعيل هذه المنطقة يعني إنعاش مدينة بأكملها، وتقديم فرصة حياة لآلاف العائلات السورية التي تعتمد على الحرف اليدوية كمصدر رزق. فهل ترى النور قريباً في دير بعلبة؟

؟

علي فجر المحمد – خاص مصدر – حمص

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى