إيران تشنّ “حرب التزييف” ضد إسرائيل: الذكاء الاصطناعي سلاح دعائي جديد في المعركة

لم تعد المواجهة بين إيران وإسرائيل تقتصر على الصواريخ والمسيّرات، بل دخلت مرحلة جديدة أكثر تعقيداً تعتمد على أدوات رقمية متقدمة، في مقدمتها الذكاء الاصطناعي، الذي بات يُستخدم كسلاح للتزييف والتأثير داخل ساحة الحرب السيبرانية.

ففي الأسبوع الثاني من حزيران/يونيو 2025، سجلت شركة الأمن السيبراني العالمية Radware ارتفاعاً بنسبة تفوق 700% في الهجمات الإلكترونية المنسوبة لإيران ضد أهداف إسرائيلية خلال يومين فقط. هذه الهجمات استهدفت أنظمة الطاقة والبنية التحتية الرقمية، إضافة إلى مؤسسات حكومية حساسة، مما دفع تل أبيب لإعلان حالة التأهب القصوى.

لم تتوقف الاختراقات عند هذا الحد، إذ أكدت تقارير إعلامية إسرائيلية تعرّض الهواتف النقالة لهجمات إلكترونية منظمة، كما تمكّنت إيران من اختراق سيرفرات صفارات الإنذار، في ما بدا وكأنه محاولة متعمّدة لبث الفوضى وزعزعة الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

الذكاء الاصطناعي كسلاح هجومي

تشير التحليلات إلى أن طهران لم تستخدم أدوات تقليدية في هذه الحرب السيبرانية، بل اعتمدت على خوارزميات ذكاء اصطناعي معقّدة ساهمت في توجيه الهجمات بشكل دقيق وفعّال. فشبكات الـ”بوت نت” المدعومة بتقنيات التعلم الآلي مكّنت المهاجمين من تحليل استجابات الدفاعات الإلكترونية الإسرائيلية والتكيف معها في الزمن الحقيقي.

كما رُصدت هجمات DDoS متقدمة ذات طابع ديناميكي، تُغيّر من تكتيكاتها بناءً على طبيعة الهدف وسرعة دفاعه، ما يعكس استخدام أدوات هجومية تعتمد على ذكاء اصطناعي ذاتي التعلم، قادر على تطوير سلوكه خلال التنفيذ.

تزييف الوعي… بذكاء صناعي

أخطر ما كشفت عنه التقارير، هو أن إيران لا تكتفي باستخدام الذكاء الاصطناعي في الهجمات السيبرانية، بل بدأت توظيفه أيضاً في حملات دعائية موجهة تعتمد على تقنيات تحليل السلوك الرقمي والتلاعب بالمحتوى.

تشير تقديرات تقنية إلى أن طهران تستخدم أدوات توليد محتوى مزيف (Deepfake) وتحليل أنماط التفاعل عبر المنصات الرقمية، لتوجيه رسائل دعائية تُسهم في تضليل الرأي العام وزرع الشك داخل المجتمعات المستهدفة. ويرجح مراقبون أن هذه الأساليب تمثل جزءاً من استراتيجية “الحرب الرمادية”، حيث تُستخدم أدوات غير تقليدية لجذب النفوذ دون خوض مواجهة عسكرية مباشرة.

في ضوء هذا التحول، تبدو المواجهة بين إيران وإسرائيل وكأنها انتقلت من ساحات القتال إلى معركة على عقول الناس ووعيهم، حيث يغدو الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية، بل أحد أخطر الأسلحة في صراعات القرن الحادي والعشرين.

؟

مصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى