
المفكر والدكتور برهان غليون … الأفراد لايميزون بين عدالة انتقالية ودائمة
قال المفكر السوري برهان غليون إن سوريا عاشت نحو ستة عقود من الجفاف السياسي، ما شتّت أولويات الناس، مؤكدًا أن تجاوز المرحلة الحالية مسؤولية مشتركة بين الشعب والحكومة.
وفي حوار مفتوح في المنتدى الاجتماعي بدمشق، وصف غليون ما حدث مؤخرًا بـ”المعجزة”، نظرًا لطرد الميليشيات الأجنبية، وعودة العلاقات مع الدول العربية والعالمية، وبدء الحديث عن استثمارات لإعادة الإعمار.
وحذّر من سوء فهم المرحلة الانتقالية، مشيرًا إلى أن البعض يتعامل معها كأنها نهائية، في حين أنها تتطلب فترة من ثلاث إلى أربع سنوات، ولا يمكن خلالها إجراء انتخابات عامة دون سلطة تشريعية وشروط قانونية وبيئة مناسبة.
وأضاف أن هذه المرحلة محكومة بقانون الطوارئ، كونها ناتجة عن انهيار النظام السابق، ما يفرض إعادة صياغة الدستور وتنظيم عمل المؤسسات.
وأوضح أن هدف المرحلة الانتقالية ليس وضع دستور دائم، بل تهيئة البيئة القانونية والسياسية، وتجاوز تحديات مثل توحيد القوى المتنازعة واستعادة السيطرة الجغرافية، مشيرًا إلى أن الحكومة الانتقالية لا يمكنها عقد اتفاقات استراتيجية، لكنها معنية بملفات المفقودين ورد الحقوق.
وعن العدالة الانتقالية، رأى غليون أن نماذج مثل جنوب أفريقيا والعراق لا تصلح لسوريا، داعيًا إلى إنشاء محكمة عليا انتقالية لمحاكمة المتورطين بجرائم علنية أمام الإعلام، وتحديد قائمة بأسمائهم.

وأكد أن العدالة يجب أن تكون فردية لا طائفية، وأن السيادة يجب أن تُبنى على القانون، بمشاركة جميع المواطنين، في دولة يكون فيها الولاء للدستور لا للأشخاص، عبر قضاء مستقل وبرلمان منتخب يشكّل أساسًا لإعادة بناء الدولة.
رفاه الدروبي – مصدر


