جدل يشتعل في سوريا : تخريج دفعة دبلوماسية جديدة يثير انتقادات حول “الولاء” وغياب الشفافية

أثار الإعلان عن تخريج أول دفعة من المرشحين للعمل في السلك الدبلوماسي السوري، بعد دورة تدريبية في المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية والمغتربين، موجة واسعة من الجدل والانتقادات في الأوساط السورية، التي شككت في معايير القبول والشفافية.
وجه سوريون اتهامات لوزارة الخارجية والمغتربين بغياب الشفافية في اختيار المرشحين، مشيرين إلى أن “الاختيار جرى على أساس العلاقات الشخصية والولاء، لا وفق معايير أكاديمية”.
وفي هذا السياق، أعرب السفير السوري السابق في السويد، بسام العمادي، عن أسفه لإجراءات الوزارة، مؤكدًا أن “ما جرى خارج عن عرف وأصول بناء الدولة”. وحذر العمادي من خطورة تعيين موظفين بدون خبرة في مناصب حساسة، معتبرًا ذلك “تخريبًا للمؤسسات”.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن اختيار المرشحين جاء بعد الإعلان عن مسابقة في مطلع العام الحالي، وأن إدارة التنمية الإدارية قامت بفرز الطلبات وفق معايير علمية تشمل المؤهل العلمي، والخبرة العملية، وإتقان اللغات الأجنبية. وأوضحت الوزارة أن اجتياز الدورة لا يعني توظيفًا مباشرًا، بل هو أحد شروط القبول النهائي، مؤكدة أن عمل اللجنة مستمر بشكل مهني وموضوعي وشامل.
إلا أن هذا التبرير لم يهدئ من حدة الانتقادات، حيث أشارت مصادر إلى “خلل في الإعلان عن المسابقة”، موضحة أن “الرابط الإلكتروني كان مُعطلاً”، مما يعني أن باب التقدم لم يكن متاحًا للجميع. وأكد الدبلوماسي السوري السابق بشار الحاج غياب المعايير وتجاهل أصحاب الكفاءة الفعلية، واصفًا العملية بأنها “أقرب إلى توزيع أدوار محسوبة سلفًا، لا إلى بناء سلك دبلوماسي فعلي”.
وحذر الحاج من “إقصاء منهجي للمنشقين والدبلوماسيين السابقين ممن يملكون خبرة ومعرفة حقيقية”، مشيرًا إلى أن “الوزارة تقول لسنا معنيين بالكفاءة ولا بالتاريخ المهني، وهذا خطير، لأنه يُعيد إنتاج منطق التهميش الذي ثار السوريون ضده”. كما لفت إلى مخاطر التعيينات غير المؤسسية التي قد “تفرغ التمثيل الخارجي من مضمونه”، وتحول السفراء والممثلين إلى “أسماء شكلية” لا تملك القدرة على إدارة المواقف أو إقناع الأطراف الدولية بمطالب السوريين.
يُذكر أن الخارجية السورية تمتلك 60 سفارة موزعة على 60 دولة، بالإضافة إلى عدد أكبر من القنصليات في مختلف القارات.
مصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى