“خلّيها فاضية”.. حملة مقاطعة شعبية تشتعل في حمص لمواجهة “جنون أسعار العقارات”

“هل يعقل أن يستغل تجار العقارات معاناة أهل حمص بهذه الطريقة؟!”.. بهذا التساؤل الغاضب، انطلقت دعوات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي في مدينة حمص لمقاطعة شراء العقارات، في محاولة للوقوف في وجه الارتفاع الجنوني وغير المنطقي للأسعار، والذي وصفه ناشطون بأنه “سرقة منظمة بلا رادع”.
الحملة التي انتشرت تحت شعارات مثل “#خلّيها_فاضية” و “#ما_رح_نشتري”، تعتبر أن المقاطعة الشعبية هي السلاح الأول والأقوى لكسر ما أسموه “طمع السماسرة والتجار”.
ويقول مطلقو الحملة إن أسعار العقارات في حمص “صارت تضرب عقل الإنسان”، مستشهدين بأمثلة صادمة مثل عرض شقة “طابو زراعي” بسعر يصل إلى ربع مليون دولار، وهو رقم فلكي لا يتناسب إطلاقاً مع الواقع الاقتصادي للمدينة أو القدرة الشرائية لأبنائها.
وتؤكد الدعوات أن الهدف من المقاطعة هو إيصال رسالة واضحة للسوق وللدولة بأن “الناس واعية”، وخلق ضغط شعبي حقيقي لإجبار الأسعار على التراجع وكسر الاحتكار. وجاء في أحد المنشورات: “لما الشعب بيوقف يشتري… السوق بيركع. نحن عم نخسر، ولادنا عم يخسروا، ومستقبلنا عم يضيع”.
ولتعزيز موقفهم، استشهد الداعون للمقاطعة بتجارب عالمية ناجحة أثبتت قوة الإرادة الشعبية في ضبط الأسواق:
  • اليابان: في التسعينيات، أدت مقاطعة شعبية لشراء العقارات إلى انهيار الفقاعة العقارية وتدخل الدولة بقوانين حماية المستهلك.
  • ألمانيا: في مدن مثل برلين، أجبرت حملات المقاطعة الحكومة على فرض سقوف للإيجارات والحد من الاحتكار.
  • الهند: نجحت حملات مقاطعة مماثلة في خفض الأسعار وإجبار المستثمرين على تقديم عروض مناسبة.
تأتي هذه الحملة الشعبية في وقت تعاني فيه سوريا من أزمة سكن خانقة، وتتزامن مع نقاشات حكومية حول إطلاق برامج “تمويل عقاري”، وهي برامج ينظر إليها الشارع بكثير من الشك، معتبراً أنها لن تكون فعالة ما لم يتم كبح جماح الأسعار أولاً.
ويبقى الرهان الآن على مدى تجاوب أهالي حمص مع هذه الدعوات، ومدى قدرتهم على الصمود ككتلة واحدة في وجه إغراءات السوق وضغوط التجار، على أمل أن تكون هذه المقاطة هي الخطوة الأولى نحو إعادة التوازن إلى سوق العقارات واستعادة حلم امتلاك منزل بأسعار معقولة.
؟
؟
مصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى