
فوضى ومعاناة في “جوازات حلب” : شهادات تكشف سوء إدارة ومعاملة مهينة للمراجعين
تحوّلت عملية استلام جوازات السفر في شعبة الهجرة والجوازات بمدينة حلب إلى تجربة يومية مرهقة للمراجعين، وسط شكاوى واسعة من طول الطوابير، وساعات الانتظار الطويلة تحت أشعة الشمس، بالإضافة إلى معاملة وصفها بعض المواطنين بأنها “مهينة”.
وفي رسالة تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، روى أحد المغتربين الذين عادوا لقضاء إجازة قصيرة، المعاناة التي تعرض لها أحد أبنائه خلال محاولة استلام جواز سفر. وذكر أن “خمسة أيام وأكثر ضاعت من الإجازة وقوفًا في طوابير لا تنتهي”، مضيفًا أن استلام الجوازات يتطلب المرور بثلاث مراحل، كل منها يستغرق ما لا يقل عن ساعتين تحت الشمس، “دون مراوح أو مكيفات، ومعاملة لا تليق بكرامة الإنسان.”
وأشار المواطن إلى وقوع حالات “تنمّر” من بعض عناصر الشرطة، وصراخ ومشاجرات بين المراجعين. وروى حادثة قام فيها شرطي بـ”الإمساك بأحد الواقفين من رقبته وسحبه بعنف”، بينما قام آخر بـ”رمي جواز سفر سيدة محترمة بعيدًا لتفادي تسليمه يدًا بيد”.
وأوضح المراجعون أن منصة الحجز الإلكتروني تزيد المشكلة تعقيدًا، حيث تُمنح مواعيد لأعداد تفوق القدرة الاستيعابية للشعبة. ففي الوقت الذي تُنجز فيه الشعبة نحو خمسين جوازًا يوميًا للرجال ومثلها للنساء، يحتشد المئات في ساحة الانتظار “دون نظام واضح أو مراعاة للظروف الإنسانية”.
عبّر صاحب الرسالة عن خيبته كمغترب كان يأمل بـ”بداية جديدة بعد التغيير السياسي”، لكنه وجد نفسه – على حد تعبيره – “عاجزًا عن الدفاع عن حكومتنا وثورتنا”، في ظل ما اعتبره “فضيحة إدارية وعدوانية لا تليق بمرحلة انتقالية يُفترض أن تصون كرامة الإنسان”.
واختتم رسالته بدعوة موجهة: “أتمنى أن يزور السيد المحافظ المكان بنفسه، وأن تتحمل إدارة الهجرة والجوازات مسؤولياتها في تحسين واقع الخدمة، وزيادة عدد الموظفين، وتوسيع ساعات الدوام، بما يتناسب مع احترام كرامة المواطن.”
؟
مصدر – حلب


