الجيش السوري الجديد يستقطب آلاف الشباب

تشهد مراكز التجنيد التابعة للجيش السوري الجديد في مختلف المحافظات إقبالاً غير مسبوق من الشباب الراغبين في الانتساب، في ظاهرة تعكس تحولاً كبيراً في النظرة إلى المؤسسة العسكرية بعد سقوط نظام الأسد، مدفوعة بمجموعة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية.
ويأتي هذا الإقبال الواسع في وقت انتهت فيه وزارة الدفاع من دمج معظم عناصر فصائل المعارضة السابقة ضمن فرق عسكرية جديدة، مع فرض شروط صارمة تتعلق باللياقة والتعليم على المنتسبين الجدد.
رواتب مغرية واستقرار وظيفي
يعتبر العامل المادي الدافع الأبرز وراء هذا التوجه. فبحسب عناصر وضباط في الجيش الجديد، تعتبر الرواتب التي تقدمها وزارة الدفاع هي الأفضل حالياً في سوريا مقارنة بالقطاعين العام والخاص.
  • راتب شهري بالدولار: يبدأ من 150 دولاراً للعنصر الأعزب، و200 دولار للمتزوج، ويزيد مع الرتبة ليصل إلى نحو 500 دولار.
  • حماية من تقلبات الصرف: اعتماد الدولار كعملة أساسية للرواتب يوفر استقراراً مالياً للعناصر في ظل تذبذب سعر صرف الليرة السورية.
  • فرصة لزيادة الدخل: لم تبعد عمليات إعادة الانتشار الجديدة العناصر عن مناطق سكنهم، مما أتاح للكثيرين منهم فرصة للعمل في مهن أخرى كالزراعة والتجارة خلال فترات إجازاتهم.
إلى جانب المزايا المادية، ساهمت بيئة العمل الجديدة في جذب المنتسبين. فبحسب شهادات من داخل المقرات العسكرية، هناك اهتمام واضح بمستوى الخدمات المقدمة للعناصر، من نظافة المقرات وجودة الطعام، بالإضافة إلى علاقة أكثر مرونة واحتراماً بين القادة والأفراد، بعكس ما كان سائداً في جيش النظام السابق.
كما يرى الكثير من قادة وعناصر الفصائل السابقين أن الانضمام إلى مؤسسة الجيش الرسمية يضمن لهم الحفاظ على مكانتهم الاجتماعية، ويمنحهم شعوراً بالمساهمة في بناء الدولة الجديدة، ويوفر لهم وجاهة لا توفرها قطاعات العمل الأخرى.
حماية ومصالح
لا يقتصر الإقبال على الباحثين عن الاستقرار، بل يشمل أيضاً فئات أخرى تسعى لمصالح مختلفة. فبعض قادة وعناصر الفصائل السابقين المتورطين في انتهاكات أو فساد، يرون في الانتساب للجيش غطاءً يوفر لهم الحماية من الملاحقة القانونية. وكذلك، تسعى جماعات وعشائر كانت موالية للنظام السابق إلى دفع أبنائها للانتساب للجيش الجديد لتفادي المحاسبة وكسب وجاهة اجتماعية جديدة بعد سقوط النظام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى