
من هي نيفين الخطيب؟ تفاصيل جديدة عن صاحبة “الطلاق الدرزي” التي قتلت إسرائيل أخوالها
لم يعد اسم “نيفين الخطيب” غريباً على السوريين بعد كلمتها النارية التي ألقتها في ساحة الكرامة بالسويداء، والتي دعت فيها إلى “طلاق درزي” بين الجبل وبقية سوريا. لكن خلف هذه المرأة التي وقفت تتحدث بينما يرفرف العلم الإسرائيلي أمامها، قصة عائلية معقدة وتاريخ من الألم يمتد من غارات إسرائيل على الأردن إلى أروقة مدارس السويداء.
جذور في العقبة وتاريخ مع إسرائيل
كشفت تحريات صحفية عن تفاصيل تنشر لأول مرة حول خلفية نيفين الخطيب. هي ابنة لعفيف عساف الخطيب، الذي عمل فني كهرباء في ميناء العقبة الأردني لعقود قبل وفاته، وأم تدعى “س.س.ف.ح” عملت لأكثر من 40 عاماً في قطاع التعليم بالأردن، ولا تزال تقيم في العقبة حتى اليوم.
ورغم اندماج العائلة في المجتمع الأردني، عُرفت الأم في محيطها بلقب “أم رامي الدرزية”.
المفارقة الصادمة في قصة نيفين تكمن في تاريخ عائلتها المباشر مع إسرائيل. ففي ربيع عام 1969، شهدت والدتها بنفسها مصرع اثنين من أشقائها، إبراهيم ومحمود، في غارة إسرائيلية عنيفة استهدفت منزل العائلة في العقبة.
هذه الحادثة ، التي مزقت جسد أحد أخوال نيفين، تركت جرحاً عميقاً لدى والدتها لم يندمل رغم مرور أكثر من 55 عاماً.

من العقبة إلى السويداء.. مسار حياة
وُلدت نيفين وعاشت في العقبة مع شقيقاتها المتعلمات (مهندسة ميكانيك، مهندسة زراعية، وجامعية أخرى)، ولها شقيقان في دبي والولايات المتحدة. لكنها اختارت الانتقال للعيش في السويداء، حيث تعمل منذ بداية العام الماضي مديرة للشؤون الإدارية في إحدى المدارس المعروفة بالمدينة.
ورغم المأساة العائلية مع إسرائيل، أظهرت الأحداث الأخيرة في السويداء ميلاً تحريضياً لدى بعض أفراد العائلة، تمثل في الحديث عن “الأخذ بالثأر” لما وصفوه بـ”المجازر” في السويداء، تحت شعار “ما بدها حداد، بدها سداد”.
زوجها السابق: “أختلف معها وطلقها”
في محاولة لفهم هذا التناقض، تم التواصل مع طارق الخطيب، زوج نيفين السابق، الذي انفصلت عنه قبل أن ترتبط برجل آخر.
ورداً على سؤال حول قبولها بالوقوف أمام علم الدولة التي قتلت أخوالها، أجاب باقتضاب: “نيفين عبرت عن رأيها الشخصي… وأنا لا أستطيع شرح وجهة نظر شخص آخر”، مؤكداً انقطاع التواصل بينهما منذ الانفصال.
لكن “الخطيب” شدد على موقفه الوطني الواضح، قائلاً: “الجبل جزء لا يتجزأ من سوريا”، وأنه مع “وحدة الأرض والصف والشعب السوري”.
وحول خطابها، أضاف موقفاً دقيقاً يلخص رؤية الكثيرين: “أتفق مع نيفين بحجم الألم الذي عانت منه محافظة السويداء، وأختلف معها بطريقة التعبير عن هذا الألم، لقناعتي أن وجهتنا دمشق، وكل موقف وطني لا يمر من دمشق لا يصل إلى مبتغاه”.
وهكذا، تقف نيفين الخطيب كشخصية جدلية، تحمل في تاريخها الشخصي والعائلي تناقضات صارخة، بين ألم قديم سببته إسرائيل، وواقع جديد تستدعي فيه نفس الدولة كحليف محتمل، في مشهد يعكس حجم التعقيد والارتباك الذي وصل إليه الوضع في السويداء.
؟
؟
مصدر


