الحكومة السورية تواصل مشروع “ماروتا سيتي” المثير للجدل

كشفت مصادر مطلعة لصحيفة “مصدر” عن معلومات مؤكدة تفيد بأن الحكومة السورية عازمة على استكمال مشروع “ماروتا سيتي” في دمشق، وهو الحي الذي لطالما ارتبط بنظام بشار الأسد.
هذه التسريبات تتوافق مع معلومات نشرتها صحف فرنسية، أبرزها مقال في صحيفة لوموند بتاريخ 20 أغسطس 2025، بقلم هيلين سالون، والذي أشار إلى الجهود المبذولة لاستكمال هذا المشروع.
تؤكد التسريبات أن المشروع، الذي بدأه نظام الأسد بهدف تحويل الأحياء العشوائية المحيطة بالعاصمة إلى مدن فاخرة على غرار مدن الخليج، لم يتوقف رغم سقوط النظام في ديسمبر 2024. هذا الاستمرار يثير استياءً واسعًا بين السكان الأصليين الذين كانوا يأملون في إلغاء المشروع بعد سنوات من الجدل.
وتشير المعلومات إلى أن المشروع تسبب في مصادرة أراضي السكان وهدم منازلهم في عام 2017، وذلك بموجب المرسوم رقم 66 الصادر عام 2012، والذي كان يهدف ظاهريًا إلى تنظيم عملية إعادة إعمار الأحياء غير الرسمية.
وقد تضرر العديد من السكان الذين فقدوا ممتلكاتهم وأجبروا على النزوح، حيث وجد الكثيرون منهم أنفسهم بلا مأوى أو مضطرين لاستئجار منازل بعد أن أصبحت أراضيهم ملكًا لمحافظة دمشق.
وتفيد التسريبات بأن هؤلاء المتضررين يعربون عن رغبتهم في استعادة أراضيهم والحصول على تعويضات عن المنازل المدمرة، مؤكدين امتلاكهم لسندات الملكية. كما أن العديد من العائلات تواجه صعوبة في العودة إلى سوريا بسبب عدم قدرتهم على تحمل تكاليف الإيجار. وقد شكل سكان أحياء بستان المزة وخلف الرازي، المتضررون من المشروع، جمعية للمطالبة بإلغاء المرسوم رقم 66.
وعلى الرغم من الفساد وسوء الإدارة اللذين شابا المشروع، فإن القيادة الجديدة في دمشق قررت استكماله، معتبرة أنه فات الأوان لإيقافه. وتعد السلطات بتقديم تعويضات جديدة للمتضررين، في محاولة للتخفيف من حدة الأزمة التي يعيشها السكان الأصليون للمنطقة.
مشروع ماروتا سيتي هو مشروع تطوير قيد الإنشاء في دمشق، يهدف إلى إعادة إعمار البلاد بعد الحرب الأهلية التي بدأت في عام 2011. يقع المشروع بالقرب من ساحة الأمويين، ويُعد مشروعًا متعدد الاستخدامات.
وتشير المعلومات إلى أن المشروع يهدف إلى توفير 12,000 وحدة سكنية لما يقدر بـ 60,000 ساكن، ويشمل حدائق ومساحات مائية ورياضية، ومباني إدارية واستثمارية وتجارية، بالإضافة إلى مركزين صحيين، ومحطة إطفاء، و17 مدرسة وروضة أطفال، وخمسة أماكن عبادة، وموقف سيارات متعدد الطوابق. كما يوفر المشروع 110,000 فرصة عمل مؤقتة و27,000 فرصة عمل دائمة.
 المشروع على الرغم من أنه يرمز إلى جهود إعادة الإعمار بعد الحرب في سوريا، إلا أنه واجه انتقادات حادة بسبب مصادرة الأراضي وتهجير السكان الأصليين، كما ورد في التقارير الأولية.

الشركات المتورطة في مشروع ماروتا سيتي

تكشف التسريبات والمعلومات المتوفرة لدى “مصدر” أن عدة شركات تقف وراء مشروع “ماروتا سيتي” في دمشق، بعضها سوري وبعضها الآخر إيراني، مما يؤكد التغلغل الإيراني في مشاريع إعادة الإعمار في سوريا.
من أبرز الشركات السورية المتورطة في المشروع:
شركة دمشق الشام القابضة: وهي شركة تابعة لمحافظة دمشق، وتلعب دورًا رئيسيًا في إدارة المشروع.
شركة أمان دمشق: تم إنشاؤها بشراكة مع شركة دمشق القابضة وشركات أخرى.
شركات عائلة القاطرجي: وهي شركات مقربة من النظام السوري، وتعمل على تسريع وتيرة أعمال البناء في المشروع.
أما فيما يتعلق بالشركات الإيرانية، فقد أشارت عدة مصادر إلى تورطها في المشروع، مما يثير تساؤلات حول الأجندات الخفية وراء هذه المشاريع:
شركة خانه الإيرانية: حصلت هذه الشركة على عدة مشاريع أبراج سكنية ضمن مشروع ماروتا سيتي، مما يؤكد وجود استثمارات إيرانية مباشرة في المشروع.
شركات إيرانية أخرى: هناك إشارات عامة إلى أن شركات إيرانية عرضت الدخول في مشاريع إعادة الإعمار في سوريا، وخاصة في منطقة ماروتا سيتي، مما يعكس سعي إيران لتوسيع نفوذها الاقتصادي والعقاري في البلاد.
تؤكد هذه المعلومات أن مشروع ماروتا سيتي ليس مجرد مشروع عمراني، بل هو جزء من خطة أوسع تتضمن أطرافًا متعددة، بما في ذلك شركات إيرانية تسعى لتحقيق أجنداتها في سوريا.
؟
؟
مصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى