
إهانة غير مسبوقة في القصر الجمهوري : المبعوث الأمريكي يصف الصحافيين بـ”الحيوانيين” ويثير عاصفة غضب
في حادثة وُصفت بأنها خروج فاضح عن الأعراف الدبلوماسية وإهانة مباشرة للصحافة اللبنانية، صدر تصريح صادم عن المبعوث الأمريكي توم باراك اليوم، الثلاثاء، من على منبر القصر الجمهوري في بعبدا، حيث خاطب الصحافيين بلهجة حادة وغير لائقة.
وخلال محاولة الصحافيين طرح الأسئلة عليه بعد لقائه بالمسؤولين اللبنانيين، قال باراك: “سنضع مجموعة مختلفة من القواعد هنا، أليس كذلك؟ أريدكم أن تصمتوا للحظة”. ثم أتبعها بعبارة أثارت موجة استياء عارمة، قائلًا: “في اللحظة التي يبدأ فيها الأمر بالفوضى أو بالسلوك الحيواني، سننهي كل شيء”.
هذا التصريح، وخصوصًا استخدام وصف “حيواني”، اعتُبر إهانة مباشرة وغير مقبولة للجسم الإعلامي اللبناني الذي كان يقوم بواجبه المهني في تغطية زيارة دبلوماسية حساسة.
ردود فعل غاضبة ومطالبات بالاعتذار
لم يمر الحادث مرور الكرام، حيث أصدرت نقابة محرري الصحافة اللبنانية بيانًا شديد اللهجة استنكرت فيه ما وصفته بـ”المعاملة الخارجة عن أصول اللياقة والدبلوماسية”. واعتبرت النقابة أن هذا الكلام يمثل إهانة مباشرة لكرامة الصحافيين، وطالبت المبعوث الأمريكي ووزارة الخارجية الأمريكية بإصدار بيان اعتذار علني وصريح. كما حذّرت النقابة من أنها قد تضطر لاتخاذ خطوات تصعيدية، تبدأ بالدعوة لمقاطعة زيارات واجتماعات باراك المستقبلية، مؤكدة أن “كرامة الصحافة والصحافيين في لبنان ليست رخيصة”.
من جانبها، اضطرت رئاسة الجمهورية اللبنانية إلى التدخل، حيث أصدرت بيانًا أعربت فيه عن أسفها “للكلام الذي صدر عفوًا عن منبرها من قبل أحد ضيوفها”. وجددت الرئاسة في بيانها تقديرها الكامل للصحافيين وجهودهم، في محاولة لاحتواء تداعيات الموقف.
وتأتي هذه الحادثة في خضم زيارة لباراك تحمل ملفات سياسية معقدة، مما يضيف توترًا جديدًا على الساحة اللبنانية التي تعاني أصلاً من أزمات متلاحقة. وقد كشفت هذه الواقعة، بحسب مراقبين، عن ذهنية استعلاء في التعاطي مع لبنان وصحافته، وهو ما اعتبره الكثيرون سقوطًا دبلوماسيًا وأخلاقيًا للمبعوث الأمريكي.
؟
؟
مصدر – خاص – بيروت


