
تحقيق يكشف شبكة ماهر الأسد للكبتاغون : دواء على الورق .. ومخدرات في قصور دمشق
في تحقيق استقصائي معقد، كشفت وحدة “سراج” للصحافة الاستقصائية، عن خيوط شبكة دولية كانت تغذي إمبراطورية الكبتاغون التي أدارتها “الفرقة الرابعة” بقيادة ماهر الأسد في سوريا، عبر سلسلة توريد سرية تبدأ من الهند والصين، وتمر عبر لبنان، لتستقر في مصانع مخدرات أقيمت داخل قصور محصنة بريف دمشق.
التحقيق الذي حمل عنوان “دواء على الورق”، تتبع مسار شحنات من المواد الكيميائية التي كانت تدخل سوريا تحت غطاء “صناعة الأدوية” وبموافقات رسمية، قبل أن ينتهي بها المطاف كوقود لآلة إنتاج مخدرات تقدر قيمتها بمليارات الدولارات.
من الهند إلى قصر الكبتاغون
تبدأ القصة بشحنة تضم 400 برميل من مادة “ديفينهيدرامين” – وهو مركب دوائي – انطلقت من الهند عام 2021. المستلم الرسمي كان “شركة المستقبل للصناعات الدوائية” في سوريا، ووصلت الشحنة عبر مرفأ بيروت.
لكن بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، عُثر على براميل من هذه الشحنة ذاتها داخل قصر غامض في منطقة يعفور بريف دمشق، كان قد تحول إلى واحد من أكبر مصانع إنتاج الكبتاغون، وخاضعاً لسيطرة الفرقة الرابعة.
واجهات قانونية وسجل إجرامي
اللافت في التحقيق هو أن صاحب “شركة المستقبل للصناعات الدوائية”، **عمر فاروق بركات**، لديه سجل حافل بقضايا التهريب والتهرب الضريبي، حيث فُرض الحجز على أمواله عدة مرات من قبل وزارة المالية في النظام السابق. ورغم ذلك، حصل على الموافقات اللازمة لاستيراد كميات ضخمة من المواد الكيميائية.
وأكد خبراء صيدلانيون لفريق التحقيق أن الكمية المستوردة (10 أطنان) “غير مبررة دوائياً” وتفوق بكثير حاجة أي معمل أدوية مرخص.
مصنع آخر تحت إشراف برلماني سابق
لم يقتصر الأمر على قصر يعفور. فقد وثق التحقيق وجود مصنع ضخم آخر في مدينة دوما، كان في الأصل مصنعاً لرقائق البطاطا قبل أن يستولي عليه **عامر تيسير خيتي**، رجل أعمال ونائب سابق في البرلمان، فرضت عليه عقوبات أمريكية وبريطانية لكونه واجهة مالية للفرقة الرابعة ومتورطاً في تسهيل إنتاج وتهريب الكبتاغون.
وعُثر داخل هذا المصنع على كميات هائلة من المواد الكيميائية ومعدات التصنيع، وآلاف الحبوب المخدرة المخبأة داخل قطع أثاث وفواكه بلاستيكية تمهيداً لتهريبها.
شهادات من الداخل
أكد عامل سابق في أحد هذه المصانع لفريق التحقيق أن المواد الأولية كانت تصل إلى لبنان تحت مسميات قانونية مثل “مستحضرات تجميل” أو “أدوية”، قبل أن تُنقل براً إلى سوريا. كما كشفت ملفات التحقيق مع “ملك الكبتاغون” اللبناني **حسن دقو**، ارتباطه المباشر بالفرقة الرابعة وتسهيله لعمليات تهريب المواد الأولية بين لبنان وسوريا.
وأكدت وزارة الداخلية في الحكومة السورية الحالية لفريق التحقيق أن “من كان يدير شبكات المخدرات في سوريا هم رؤوس نظام الأسد”، وأن معظم المعامل الكبرى التي تم ضبطها بعد سقوط النظام “كانت تتبع للفرقة الرابعة”.
.
,
مصدر – باريس



