
الذهب يحلق فوق المليون والليرة تواصل السقوط.. دوامة اقتصادية ترهق السوريين
في حلقة جديدة من مسلسل الانهيار الاقتصادي، سجلت أسعار الذهب في سوريا قفزة قياسية اليوم الأحد، بالتزامن مع تذبذب مستمر وتراجع جديد في قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، مما يزيد من الضغوط المعيشية على الأسر التي تآكلت مدخراتها وفقدت قدرتها الشرائية.
أعلنت نقابة الصاغة عن زيادة كبيرة في تسعيرة الذهب، حيث قفز سعر غرام الذهب عيار 21 قيراطاً إلى مليون و175 ألف ليرة سورية للمبيع، بزيادة قدرها 25 ألف ليرة عن يوم أمس فقط. وبذلك، أصبح امتلاك غرام واحد من الذهب حلماً بعيد المنال لشريحة واسعة من السوريين، ويعكس حالة انعدام الثقة بالعملة المحلية والبحث عن ملاذ آمن للقيمة.
الليرة تحت ضغط الدولار
ترافق هذا الارتفاع مع استمرار تراجع قيمة الليرة. ففي دمشق والمدن الرئيسية، استقر سعر صرف الدولار الأمريكي عند حاجز 11,625 ليرة للمبيع، بينما وصل سعر اليورو إلى 13,654 ليرة. هذه الأرقام، التي كانت يوماً ما خيالية، أصبحت جزءاً من الواقع اليومي الذي يتعامل معه السوريون بقلق بالغ.
ما وراء الأرقام: أزمة بنيوية
يشير خبراء اقتصاديون إلى أن هذه الأزمة ليست مجرد تقلبات عابرة، بل هي نتاج عوامل بنيوية عميقة. ومن أبرز هذه العوامل:
ويرى بعض المحللين أن السعر الرسمي للدولار لا يعكس الواقع، وأن قيمته الحقيقية بناءً على القوة الشرائية الفعلية قد تتراوح بين 17 و20 ألف ليرة، مما يعني أن الليرة أضعف بكثير مما تظهره الأرقام الرسمية.
هذه الدوامة من ارتفاع أسعار الذهب وتهاوي قيمة الليرة لا تترك للمواطن السوري أي خيار سوى مشاهدة مدخراته تتبخر، بينما تتسع الفجوة بشكل مخيف بين دخله المتدني وتكاليف معيشته التي ترتفع كل ساعة.


