قضية “شهود الزور”.. سوريون يتهمون “أحمد الساعور” وآخرين بإنكار مجزرة الكيماوي في دوما

خاص – مصدر : عاد اسم أحمد الساعور وآخرين إلى الواجهة مجدداً، مع تداول ناشطين سوريين قوائم تضم أسماء أطباء ومسعفين اتهموهم بـ”شهادة الزور” لصالح نظام الأسد، عبر إنكارهم وقوع الهجوم الكيميائي على مدينة دوما في 7 أبريل 2018.
ووفقاً للمعلومات المتداولة، فإن الساعور، الذي تم تقديمه على أنه “لوجيستي في الهلال الأحمر”، كان جزءاً من مجموعة من السوريين الذين ظهروا في مؤتمر صحفي مثير للجدل في مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، وعلى شاشات القنوات الروسية الرسمية، بعد أسابيع قليلة من المجزرة.
رواية تنفي المجزرة
في شهاداتهم، التي بثتها وسائل إعلام روسية وسورية، نفى الساعور وزملاؤه وقوع أي هجوم كيميائي، زاعمين أن الأعراض التي ظهرت على الضحايا كانت نتيجة الاختناق بالغبار والدخان، وأن الحادثة بأكملها كانت “مسرحية مفبركة” من قبل فصائل المعارضة ومنظمة “الخوذ البيضاء” لتشويه صورة النظام.
وتضمنت القوائم المتداولة أسماء أخرى مثل محمد ممتاز الحنش، حسان عيون، والمخبري سعيد الدعاس، وجميعهم تم تقديمهم كجزء من الكادر الطبي الذي كان في دوما ليلة الهجوم.
جدل بين “شهادة الزور” و”الإكراه”
تتناقض هذه الشهادات بشكل صارخ مع تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW) الذي خلص إلى وجود “أسباب معقولة” لاستخدام غاز الكلور كسلاح في دوما، بالإضافة إلى مئات الصور ومقاطع الفيديو التي وثقت الضحايا، والشهادات المؤلمة للناجين والأطباء الذين تمكنوا من مغادرة المنطقة.
لهذا السبب، يصفهم قطاع واسع من المعارضة السورية بأنهم “شهود زور” شاركوا في حملة تضليل إعلامي لطمس حقيقة واحدة من أفظع مجازر الحرب السورية.
في المقابل، يطرح محللون فرضية أن هؤلاء “الشهود” ربما أُجبروا على الإدلاء بهذه الأقوال تحت ضغط وتهديد من الأجهزة الأمنية السورية، خاصة وأن شهاداتهم جاءت بعد سيطرة قوات النظام بالكامل على مدينة دوما، مما يجعلهم عرضة للانتقام.
وبينما يبقى الجدل قائماً حول دوافعهم، تظل قضيتهم مثالاً حياً على المعركة الإعلامية الشرسة التي رافقت الحرب السورية، ومحاولات التلاعب بالحقائق للتنصل من المسؤولية عن جرائم الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى