مقتل عاملين وإصابة آخرين في انهيار مبنى السرايا التاريخي

تحولت أعمال ترميم مبنى السرايا التاريخي في ساحة المرجة وسط دمشق، اليوم الأربعاء، إلى مأساة حقيقية، بعد انهيار سقف الطابق الثاني على العمال، مما أسفر عن مقتل عاملين اثنين وإصابة خمسة آخرين بجروح متفاوتة.

وقع الحادث حوالي الساعة الثانية ظهراً، عندما انهار سقف الطابق الثاني بشكل مفاجئ على العمال الذين كانوا يعملون في الطابق الأول. وعلى الفور، هرعت فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) إلى الموقع، وبدأت عملية بحث وإنقاذ معقدة وسط كميات كبيرة من الأنقاض.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر سحباً كثيفة من الغبار تتصاعد من المبنى، الذي كان يشغل سابقاً مقر وزارة الداخلية، بينما فرضت السلطات طوقاً أمنياً حول ساحة المرجة لتسهيل عمليات الإنقاذ.

وبعد ساعات من العمل الشاق، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، عن الحصيلة النهائية للضحايا، مؤكداً انتشال جثتي عاملين وإنقاذ خمسة آخرين كانوا عالقين تحت الركام، حيث تم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

كشفت التحقيقات الأولية أن الانهيار نتج على الأرجح عن خطأ هندسي فادح، حيث قامت الشركة الخاصة المنفذة لأعمال الترميم بإزالة جدار داعم (استنادي) بشكل خاطئ، مما أدى إلى انهيار السقف مباشرة.

وكان المبنى التاريخي، الذي يعود للعهد العثماني، يخضع لعملية تأهيل شاملة لتحويله إلى فندق سياحي. وقد أمرت السلطات القضائية بفتح تحقيق فوري لتحديد المسؤوليات، ومن المتوقع أن يتم استدعاء مسؤولي الشركة المنفذة والمهندسين المشرفين على المشروع للتحقيق معهم بشأن الإهمال وعدم الالتزام بمعايير السلامة.

يُذكر أن هذا الحادث ليس الأول الذي يتعرض له المبنى الأثري، حيث كان قد شهد حريقاً كبيراً في شهر يونيو الماضي، مما يطرح تساؤلات جدية حول سلامة بنيته الإنشائية والإجراءات المتبعة في عمليات ترميمه.