
هل حُسم اللقب مبكراً؟.. تحليل يضع آرسنال على عرش الدوري الإنجليزي رغم هجومه المتعثر
خاص
في مفارقة كروية لافتة، ومع مرور تسع جولات فقط على انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز، بدأت الأصوات تتعالى بأن اللقب قد حسم وجهته بالفعل نحو شمال لندن.
ففريق آرسنال، الذي يتصدر الترتيب حالياً، لا يكتفي بالجلوس على القمة، بل يفعل ذلك رغم أداء هجومي متواضع وإصابات متكررة لنجومه، معتمداً على سلاح فتاك: دفاع قد يكون الأفضل في تاريخ البطولة.
يتصدر “الغانرز” الدوري بفارق مريح عن منافسيه التقليديين، حيث يبتعد بست نقاط عن مانشستر سيتي وسبع عن ليفربول، وهي فرق عانت من بداية متعثرة للموسم.
هذا التفوق المبكر دفع المحللين، مثل الكاتب الرياضي رايان أوهانلون، إلى إعلان أن فوز آرسنال باللقب هو “النتيجة الأكثر ترجيحاً” لهذا الموسم، مع نسبة فوز تصل إلى 79% حسب بعض النماذج الإحصائية.
سر القوة: حصن دفاعي لا يُخترق
يكمن سر نجاح فريق المدرب ميكيل أرتيتا في منظومته الدفاعية التي تكسر كل القواعد. فبينما استقبلت شباك الفريق ثلاثة أهداف فقط في تسع مباريات، تشير الأرقام التحليلية المتقدمة إلى أن دفاع آرسنال الحالي قد يتفوق على أفضل الدفاعات المسجلة في تاريخ “البريميرليغ”، بما في ذلك فريق تشيلسي التاريخي تحت قيادة جوزيه مورينيو موسم 2004-2005.
ويعود الفضل في هذه الصلابة إلى توليفة فريدة من اللاعبين، بدءاً من الحارس ديفيد رايا، مروراً بثنائي قلب الدفاع ويليام صليبا وغابرييل اللذين يوصفان بالأفضل عالمياً، وانتهاءً بأظهرة تملك قدرات دفاعية استثنائية مثل يورين تيمبر وريكاردو كالافيوري، يدعمهم خط وسط صلب بقيادة ديكلان رايس.
مفارقة الهجوم والاعتماد على الكرات الثابتة
المثير للدهشة هو أن هذا التفوق الدفاعي يأتي على حساب النجاعة الهجومية من اللعب المفتوح. فقد سجل آرسنال خمسة أهداف فقط من اللعب المتحرك، وهو رقم يضعه في مصاف فرق النصف الأسفل من الجدول.
لكن الفريق نجح في تعويض هذا النقص عبر التفوق الساحق في الكرات الثابتة، التي سجل منها تسعة أهداف ليتصدر بها فرق الدوري. هذا الاعتماد يطرح تساؤلاً حول استدامة هذا الأداء، فهل يمكن لفريق أن يفوز باللقب معتمداً بشكل شبه كلي على دفاعه وكراته الثابتة؟
السيناريو الأقرب للتحقق
يرجح التحليل أن السيناريو الأكثر واقعية هو أن يشهد أداء آرسنال الدفاعي والكرات الثابتة تراجعاً طفيفاً عن مستواه التاريخي الحالي، لكن في المقابل، من المتوقع أن يتحسن الأداء الهجومي مع عودة نجوم مصابين مثل كاي هافيرتز ومارتن أوديغارد. هذا التوازن الجديد سيكون كافياً للحفاظ على مستوى الفريق العام وحسم اللقب لصالحه.
وبينما لا يزال الموسم طويلاً، يبدو أن آرسنال قد وجد وصفة فريدة من نوعها للمنافسة، وصفة قد لا تكون الأكثر إمتاعاً هجومياً، لكنها حتى الآن الأكثر فعالية في سباق الفوز باللقب الأغلى في إنجلترا.



