في حمص : تكريم للجرحى وتأديب للمراسلات الصحفيات

كان من المقرر إقامة حفل تكريم لجرحى الجيش الذين تحدّوا إصاباتهم بإرادة قوية، أولئك الذين لم تشفَ جراحهم جسدياً، لكنها لم توقف إصرارهم على متابعة حياتهم ومستقبلهم.

مديرية شؤون الجرحى في وزارة الدفاع بمحافظة حمص كانت قد أشرفت على عدد من الدورات التدريبية لتأهيل الجرحى مهنياً وتحسين ظروفهم المعيشية، واختُتمت هذه المبادرة بحفل تكريم رسمي في مبنى المديرية.

رغم أن الدعوة حدّدت الساعة الثالثة ظهراً موعداً لانطلاق الحفل، إلا أن التكريم تأخر حتى الرابعة تقريباً بسبب تزامنه مع صلاة العصر، حيث كان من بين المدعوين شخصيات دينية معروفة، أبرزهم الشيخ سهل جنيد و محمود دالاتي.

لكن المفاجأة لم تكن في التأخير، بل في الطريقة التي تم فيها التعامل مع بعض الحاضرين.
فوفق ما أفادت به مراسلتنا التي كانت ترافق المهندسة المشرفة على تدريب الجرحى، فقد تم منعهما من دخول قاعة التكريم قبل انطلاق الحفل بدقائق، وتم احتجازهما داخل مكتب أحد المسؤولين.

وقالت المراسلة: “تركونا أنا والمهندسة بمكتب المسؤول، وقالوا ما تطلعوا لبين ما نخلص التكريم.”

السبب، بحسب ما تبيّن لاحقاً، كان رفض أحد مرافقي الشيخ سهل جنيد وجود نساء بالقرب من المنصة أثناء الحفل، رغم أن الشيخ نفسه كان قد رحّب مسبقاً بحضور الجميع من دون استثناء.

أشرف الشيخ جنيد على القسم الأول من الحفل، ثم غادر معتذراً لانشغاله، مكتفياً بتصريح جماعي للإعلاميين عبّر فيه عن احترامه وتقديره للجرحى وتمنّى لهم الشفاء والعافية.

أما المراسلة والمهندسة، فخرجتا من المكتب بعد انتهاء التكريم، وهما في حالة صدمة من الطريقة التي تم التعامل بها معهما، في حدثٍ ترك علامات استفهام كبيرة حول احترام الدور الإعلامي، وكرامة الحاضرين من النساء.

وفي ختام الحفل، ظلّ السؤال يدور بين من شهد الواقعة: هل كان هذا تكريماً للجرحى فعلاً… أم اختباراً لمدى الصبر والاحترام في مثل هذه المناسبات؟

.

.

حمص – خاص

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى