
وزير الاتصالات : المشغل الثالث مرهون بتسوية ملفات سيريتل وMTN… وقطاع الاتصالات يواجه ضغطاً يفوق قدرته التشغيلية
خاص
كشف وزير الاتصالات والتقانة الدكتور عبد السلام هيكل، في أول مقابلة صحفية له منذ تسلّمه مهامه، عن الأسباب الأساسية لتراجع جودة الاتصالات في سوريا، مشيراً إلى أن البنية التحتية الحالية تعمل فوق طاقتها نتيجة اعتماد شريحة واسعة من المستخدمين على الإنترنت الخلوي بديلاً عن الشبكة الثابتة.
بنية تحتية منهكة… وأبراج تعمل بـ110%
وأوضح الوزير أن المشكلة المركزية تكمن في تحوّل الخدمة الخلوية إلى مصدر رئيسي للإنترنت، في ظل غياب شبكة ثابتة قادرة على حمل العبء، الأمر الذي أنتج ضغطاً “غير طبيعي” على الأبراج.
وقال هيكل إن بعض الأبراج تعمل حالياً بنسبة تحميل تتجاوز 110%، موضحاً ذلك بمثال:
“الخدمة مصممة لاستيعاب 40 مستخدماً، بينما الواقع اليوم يفرض عليها التعامل مع 44 مستخدماً، وهذا وحده كفيل بتراجع الجودة.”
وشدّد على أن تحسين الاتصالات يبدأ من ترميم البنية الثابتة وبناء شبكة قوية يمكن الاعتماد عليها، بحيث يعود الدور الطبيعي للاتصالات الخلوية كوسيلة للحركة والتنقل فقط.
المشغل الثالث… قضية استثمارية لا تقنية
وفي ما يتعلق بملف دخول المشغل الثالث، أكد هيكل أن المسألة “ليست تقنية ولا إدارية”، بل ترتبط بعوامل استثمارية وقانونية، أبرزها الوضع المعلّق لشركتي سيريتل وMTN اللتين تشكّلان العمود الفقري للبنية الخلوية في البلاد.
وضع الشركتين كما أوضح الوزير:
سيريتل: الشركة ما تزال تحت إدارة الصندوق السيادي لحين استكمال الإجراءات القانونية اللازمة لنقل ملكيتها بشكل واضح.
MTN: خلاف مع المجموعة الأم في جنوب إفريقيا ما يزال قائماً، ويجب حله قبل الشروع في أي تغيير بالملكية أو جذب استثمار جديد.
وأشار الوزير إلى أن أي مشغل جديد لن يضخ استثمارات كبيرة في قطاع غير محسوم الملكية، معتبراً أن استقرار وضع الشركتين هو الخطوة الأولى قبل فتح الباب أمام أي لاعب ثالث.
ولفت هيكل إلى أن العقوبات الأميركية المفروضة على قطاع الاتصالات السوري تعيق تدفّق رؤوس الأموال، رغم توقعات بفتح المجال أمام تحركات إيجابية في الفترة المقبلة.



