“أين نذهب بأطفالنا؟”: قرار إخلاء يهدد مصير مركز التوحد في اللاذقية بعد 19 عاماً من الخدمة

في مفارقة قاسية، يواجه مركز التوحد التابع لجمعية التوحد في اللاذقية مصيراً مجهولاً، بعد تلقيه قراراً بالإخلاء يهدد بوقف خدماته الحيوية التي يقدمها للأطفال المصابين بالتوحد منذ عام 2006.
المدير التنفيذي للجمعية، جبران بشير، كشف عن تفاصيل الأزمة في تسجيل مصور، مشيراً إلى أن مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل أصدرت قرار الإخلاء، بذريعة أن مقر المركز كان في الأصل تابعاً لحزب البعث، وأن جميع ممتلكات الحزب باتت تحت تصرف مديرية الشؤون السياسية.
صراع بين الخدمة الإنسانية والتبعية السياسية
ويقدم المركز، الذي يعمل يومياً من الساعة الثامنة والنصف صباحاً وحتى الثانية ظهراً، خدمات التربية الخاصة لأطفال التوحد، وهي خدمات لا يمكن تعويضها بسهولة. وتساءل بشير بمرارة: “وين بدنا نروح بحالنا؟”، مؤكداً أن موظفين من الشؤون السياسية زاروا المركز ست مرات متتالية للمطالبة بالإخلاء.
وبعد محاولات للمماطلة في التسليم، تفاجأ بشير بظهور شخص يدعي أنه “مستثمر” للمبنى وأنه بات مالكه الجديد. هذا التطور دفع إدارة الجمعية للتوجه إلى المحافظ، الذي وصفه بشير بأنه كان “متعاوناً جداً” في البداية.
لكن الصدمة كانت بتوقيع المحافظ لاحقاً على قرار أخذ المقر من جمعية التوحد، ليضع بذلك علامة استفهام كبيرة حول مصير عشرات الأطفال الذين يعتمدون على هذا المركز في تأهيلهم ورعايتهم.
القرار يثير تساؤلات حول أولويات الجهات الرسمية، وكيف يمكن لقرار إداري يستند إلى تبعية سياسية سابقة أن يطغى على حاجة إنسانية ملحة لمركز متخصص يخدم شريحة من الأطفال الأكثر ضعفاً في المجتمع.
…………………………………………….
…………………………………………….
.
.
عن صحف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى