العار لعادل الجبير…أمريكا وسيط نزيه في عملية السلام .. د. عوض السليمان
رئيس التحرير
بالتزامن مع القمة الإسلامية التي عقدت في إستنبول الأسبوع الماضي، اعتبر السيد عادل الجبير وزير الخارجية السعودية، أن الولايات المتحدة وسيط نزيه في عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وذلك في تصريحات أدلى بها لصحيفة لوموند الفرنسية.
إن إطلاق تلك التصريحات البغيضة في الوقت الذي لا تحضر فيه السعودية فعلياً القمة الإسلامية لنصرة القدس، يعني أن الإدارة الأمريكية هي التي تتحكم في قرارات الرياض وليس الجبير ولا محمد بن سلمان، ولا الملك نفسه.
ومع ذلك يبقى الأمر مستهجنا، فكيف يكون الحبير أمريكياً أكثر من الأمريكيين، قد اعترفوا على مدار سبعبن عاماً وافتخروا بأنهم منحازون للكيان الصهيوني جهاراً نهاراً، ولم تطلق قذيفة واحدة على الأراضي الفلسطينية أو على مصر وسورية والعراق والأردن ولبنان إلا بموافقة ودفع أمريكيَين.
لا أدري إذا كان عادل الجبير اطلع على قرارات مجلس الأمن الخاصة بالقدس والتي أجهضها ما يسمى بحق النقض الأمريكي ليحرم الفلسطيين من أبسط حقوقهم، ويطلق يد الاحتلال في عملياته الإرهابية في فلسطين، وللتذكير فقط فقد استخدم الأمريكان ” الفيتو” ضد قرارات مجلس الأمن المتعلقة بفلسطين حوالي عشر مرات، مع أن بعض تلك القرارت كان يدين الاستيطان فحسب. فما بال الجبير نسي كل ذلك.
لم يشرح لنا الجبير إذاً ما معنى قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة أبدية “لإسرائيل”، فهل هذا قرار نزيه أيضاً بنظر المسؤول السعودي؟
الأنكى من ذلك أن الوزير يهزأ بملايين المتظاهرين الذين يرفضون عدوانية الولايات المتحدة في قرارها الأخير، ويعتبر أن كل هؤلاء على خطأ وأن سيده ترامب على حق ونزاهة مطلقة بتحويل العاصمة للقدس.
الملك السعودي لم يحضر القمة الإسلامية التي تدافع عن القدس، ولكنه حضر قمماً تدعي “محاربة الإرهاب”. وولي عهده يتهرب من الحديث عن القدس، ووزير الخارجية يعتبر ترامب شخصاً نزيهاً، ليس فحسب بل إن “مشائخ” السعودية يحرمون المظاهرات على الناس ويعتبرونها رجساً من عمل الشيطان.
عندما قرأت تصريحات الجبير، تحركت فوراً لأبصق على شواربه، للأسف لم أفعل لأن شواربه محلوقة وعلى ما يبدو منذ زمن طويل.