سوتشي يسرق سورية … والمفاوضون السوريون أيضاً .. د. عوض السليمان*
ليس من المستغرب أن يكون هناك كل هذا الرفض الجماهيري لمؤتمر سوتشي الذي تقوده روسيا في سبيل تعميم الأسد وإضفاء شرعية على حكمه.
فروسيا هي التي احتلت بلادنا بالتعاون مع بشار الأسد وإيران. وموسكو هي التي دمرت المدن السورية من درعا إلى إدلب وقتلت آلاف المدنيين، وهي التي تحاصر الغوطة الشرقية، وتقتل أطفالها جوعا. وهي التي تستخدم ما يسمى حق النقض لتحمي عميلها في دمشق، واليوم تذهب أبعد من ذلك إذ تقرر جهاراً نهاراً تثبيت وجودها العسكري الدائم في الشام الشريف، وتعلن على لسان أكثر من مسؤول فيها أنها ستحتفظ ببشار رئيسا لسوريا، لدرجة تقول الخارجية الروسية فيها إن الذي يعترض على وجود الأسد لن يقبل في سوتشي أصلاً إذ هو الرئيس الشرعي للبلاد.
ولمَ لا يكون الأسد رئيساً شرعيا للبلاد بنظر موسكو وهو الذي سلم سورية ومدنها وحضاراته وتاريخها للروس، وخان الشعب السوري شر خيانة فأتى بالمحتل ليعيث فساداً في أرضه.
ليس مستغرباً أن يكون هناك رفض جماهيري لهذا المؤتمر الذي ستحضره منصة موسكو والترجمة الدقيقة لعبارة منصة موسكو ” زمرة عبدة بوتين”.
المستغرب حقاً أن يعترض على هذا المؤتمر بعض أعضاء الائتلاف الوطني وبعض أعضاء هيئة التفاوض السابقة، بالإضافة إلى أعضاء في المجلس الوطني الميت، فهؤلاء هم أيضاً باعوا سورية والسوريين عندما ذهبوا لجنيف أول مرة، ثم ذهبوا عشراً، ثم شكلوا لجاناً فوق لجان ولجاناً أخرى لتدرس اللجان المشكّلة، ثم هرولوا إلى أستانا، وماطلوا كما ماطل النظام وسكتوا على حصار المدن، ووافقوا على تفريغ بعضها وتهجير أخرى. لم تكن جنيف بأفضل من الأستانا ولن تكون هذه أفضل من سوتشي وما هي إلا دائرة تدور ولا تنتهي تحت المسمى الأمريكي الروسي المعروف “عملية السلام يجب أن تستمر” وليس السلام نفسه. لكن حماقة أعضاء التفاوض أوقعتهم بالفخ، أو ربما حاجتهم للظهور في وسائل الإعلام كسياسيين كبار، ومتحدثين باسم الشعب السوري وحاشا.
لا تمثلني سوتشي كما لا يمثلني الائتلاف ولا هيئة التفاوض، لا تمثلني سميرة المسالمة تربي أولادها على حب بشار الأسد، ولا تمثلني بسمة القضماني تعاني من مشكلة وجود القرآن الكريم، ولا يمثلني الجربا ولا الآغا ولا كل هؤلاء، لا يزال يمثلني إلى اليوم حمزة الخطيب، وغياث مطر، وروان، وكل أولئك الذين خسروا حياتهم من أجل رفعة سورية وعزها.
رئيس التحرير*