خطف وسرقات وكلاب لترويع المدنيين.. انتهاكات مستمرة في مدينة حلب

رغم سيطرة ميليشيات أسد الطائفية بدعم روسي على القسم الشرقي من مدينة حلب بعد حصارها وتجويع أهلها وتهجيرهم أواخر عام 2016، ما زالت مدينة حلب تقبع تحت شبح الهلع والترويع، وباتت المدينة محكومة من قبل عصابات وميليشيات تسمى (الدفاع الوطني)، تقوم بعمليات السطو والنهب وترويع المدنيين.

وشهدت مدينة حلب مؤخراً عمليات سرقة وسطو وخطف مقابل فدية مالية وسط انفلات أمني كبير تعانيه المدينة ظهرت آخر ملامحه الأسبوع الماضي، عندما قامت مجموعة من الشبيحة بإطلاق كلاب شرسة في الشارع بهدف ترويع المدنيين والتحرش بالفتيات.

وأكد الشاب “ياسين .ن” والذي رفض ذكر اسمه كاملاً خوفاً من الاعتقال أن ممارسات الشبيحة في المدينة لم تعد تطاق وبات سكان المدينة يعانون في كل يوم من التشبيح التي يقوم عناصر الشبيحة، فلم يكد يمض يوم إلا ويقوم هؤلاء بالاعتداء على المدنيين أو أملاكهم عبر التسلط على أصحاب المحال التجارية والتعرض للمدنيين في الطرقات هذا في حال تم التغاضي عن عمليات الخطف والسرقة، مشيراً إلى أن اواخر الشهر الماضي عادت عمليات السرقة بشكل غير مسبوق إلى الأحياء الغربية من حلب وبخاصة التي يقطنها الأغنياء كـ “الفرقان والحمدانية وحلب الجديدة”، حيث تم سرقة عدة منازل وسيارات ومحلات تجارية أغلبها محلات مجوهرات ومصوغات ذهبية ومحلات أخرى للصرافة.

عجز قضائي ونفوذ مطلق للشبيحة
وأضاف ياسين: “بتاريخ الخامس والعشرين من شهر أيار الماضي تمت سرقة متجر “عبدالله البابي” لبيع الألبسة في حي الشهباء الجديدة بحلب، وبعد رفع شكوى من قبل صاحب المحل للجهات الأمنية ومباشرة الأخيرة التحقيق تبين أن الفاعل هو من عناصر الدفاع الوطني ولديه معارف كبيرة تصل لضباط برتب عالية في أفرع النظام الأمنية وهو ما أجبر الجهاز القضائي على (لملمة) الحادثة وتبرئة المتهم رغم القبض عليه ووجود أدلة كافية على إدانته وتم تهديد صاحب المتجر بالقتل والخطف والتشريد له ولعائلته في حال واصل سعيه خلف الحادثة، فيما تم تجاهل العديد من القضايا الأخرى بعد معرفة الفاعلين و (دعمهم) اللامتناهي من قبل ضباط النظام وأفرعه الأمنية”.

ونوه إلى أن الظواهر هذه منتشرة في الأحياء الغربية التي كانت بالأساس خاضعة لسيطرة النظام قبل السيطرة على القسم الشرقي أواخر 2016، أما الشرقية التي كانت خاضعة لسيطرة الجيش الحر فلا توجد بها مثل هذه الظاهرة وذلك يعود بحسب (ياسين) لحجم الدمار الكبير الذي حل بتلك الأحياء إضافة لاعتبارها أحياء غير مأهولة تقريباً وعمليات التعفيش التي قام بها عناصر الميليشيات عند دخولهم إلى تلك الأحياء معتبراً أن الميليشيا أفرغوا تلك الأحياء مما تبقى بها من ممتلكات وغيرها منذ عامين تقريباً.

جرائم متفرقة والنظام يتهم “دواعش الداخل”
وفقاً لإحصائيات ناشطين في مناطق سيطرة النظام فإنه في كل واحد من خمسة أيام تشهد مدينة حلب حادثة سرقة أو خطف من أجل الفدية وقتل في بعض الأحيان إضافة لحوادث الانتحار المتتالية التي وقعت منذ مطلع العام الجاري، حيث وثق ناشطون العديد من حالات الانتحار بعضها وقع في يوم واحد وكان ضحاياها من أعمار وفئات مختلفة (رجال- نساء- شبان- مسنين- مسلمين- مسيحيين- أرمن)، فيما تبين أن معدلات السرقة والخطف كانت ذات نسبة أعلى حيث وُثق نحو 15 حالة سرقة و 9 حالات خطف من أجل الفدية خلال شهر مايو/أيار الماضي فقط في حلب وأبرز من تم خطفهم كانوا من أبناء الأغنياء وتجار حلب المعروفين وتراوحت مبالغ الفدية بين 20 مليون – 100 مليون ليرة سورية فيما قتل شابان بعد عجز أهلهم عن دفع الفدية.
فيما كانت ضبوط الشرطة والأمن التي تسجل الحوادث متشابهة في ناحية جوهرية فقط وهي (الفاعل مجهول ودواعش الداخل هم المسؤول الوحيد، فبحسب سكان القسم الغربي من حلب فإن النظام استخدم مصطلح (دواعش الداخل) للتخلص من عناء البحث والتحقيق خلف الجناة في كل حادثة، حيث يستغرق التحقيق أسبوعاً على الأكثر ثم يتم إقفال القضية ضد مجهول وذلك في حال عجز الأمن عن معرفة الفاعلين أو تبين أن الفاعل (مدعوم) أمنياً.

ترويع بالكلاب وتحرش بالفتيات على مرأى أهاليهم
رغم كل الجرائم التي يرتكبها عناصر الشبيحة والميليشيات الأخرى الموالية للنظام، إلا أن حادثة الترويع بالكلاب التي وقعت مطلع الشهر الجاري كانت الأكثر شهرة في ظل الصدى وموجة الغضب التي لاقتها الحادثة حتى من الموالين أنفسهم، حيث نشرت صفحة “شبكة أخبار حي الزهراء” الموالية بحلب منشوراً بتاريخ الرابع من حزيران الجاري منشوراً مرفقاً بصور قالت فيه ما يلي: ” التشبيح في أحياء حلب وصل إلى استخدام الكلاب !!، أفاد مراسل شبكة الزهراء أن حالة هلع كبيرة بين المدنيين والمارة تحدث منذ أسبوع وحتى اليوم بسبب قيام أربعة عناصر من الشبيحة بجر ” كلاب شرسة ” في شوارع حلب وبالأخص في سوق الفرقان من بعد الإفطار، وأكد بعض الأهالي لمراسلنا قيام هؤلاء الشبيحة بإخافة الفتيات بالكلاب بعد محاولة التحرش بهن، المصيبة لم تكن هنا بل كانت عند قدوم دورية أمنية قامت بإيقاف هؤلاء المرتزقة ولكن كانت المفاجأة بعدم إيقافهم!! ولا مصادرة الكلاب حتى وذلك بعد قيام الشبيحة بإبراز بطاقات تابعة لإحدى القوات بالمدينة!!!، هذا وتعيش حلب دون أمان كامل بسبب انتشار عصابات الشبيحة بالمدينة”.

ويقول “محمد . ب” وهو أحد سكان حي الفرقان الذي شهد الحادثة في حديث لـ “أورينت نت”، إن الحادثة وقعت مساء يوم الاثنين  4 حزيران الجاري ( 8 رمضان )، عندما قامت مجموعة من الشبيحة وعلى رأسهم المدعو (أبو حيدر الديري) الذي يتزعم إحدى قطعان الشبيحة في الحي بالنزول إلى الشارع برفقة كلاب شرسة في وقت اكتظت به الشوارع بالناس بعد الإفطار وصلاة التراويح وقد بدأ الديري وعناصره بإخافة المدنيين وخاصة الفتيات بالكلاب وتوجيه كلمات نابية لهن مع (تلطيشات) فما كان من أحد الأهالي إلا أن اتصل بأحد ضباط الأمن الذي أرسل دورية إلى المكان ولكن لم يفلح عناصر الأمن في إنهاء ما جرى بعد إبراز هؤلاء بطاقات أمنية تابعة لفرع المخابرات الجوية واتصالهم بضابط رفيع المستوى فما كان من عناصر الأمن إلا أن غادروا المكان وسط سخرية الشبيحة منهم واستأنف الشبيحة أفعالهم المشينة بحق المدنيين”.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حسان كنجو | اورينت نت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى