وفاة مهاجرين اثنين في بحر المانش وعبور أكثر من ألف شخص إلى بريطانيا

 

 

 

 

 

صباح أمس الأحد، وقعت مأساة جديدة في بحر المانش وراح ضحيتها مهاجران اثنان بعد فشل محاولتهما العبور إلى المملكة المتحدة انطلاقا من شمال فرنسا. وتتزايد محاولات عبور المهاجرين المانش لا سيما خلال الصيف، رغم تسجيل وفاة 25 مهاجرا منذ بداية العام الجاري.

توفي مهاجران أمس الأحد أثناء رحلة عبورهما بحر المانش على متن قارب أبحر من سواحل شمال فرنسا باتجاه المملة المتحدة، حسبما أعلنت السلطات الفرنسية.

المحافظة البحرية للمانش وبحر الشمال قالت في بيان، إن قاربهما “كان يواجه صعوبات صباح (الأحد) قبالة الساحل بين كاليه ودانكيرك”، وإن مركز “غري ني” الإقليمي للمراقبة والإنقاذ (CROSS) كان قد تلقى تنبيها بوجود القارب.

؟

؟

مراكب تتدخل للإنقاذ وضباب كثيف في المنطقة

؟

تدخلت مراكب لدوريات البحرية الفرنسية والفرق الطبية المخصصة للطوارئ في مدينة بولوني سور مير، إضافة إلى دورية تابعة للبحرية البريطانية كانت على مقربة من موقع القارب المنكوب. وتمكنت من إنقاذ إجمالي 53 شخصا، إضافة إلى الشخصين الذين توفيا.

وبسبب “انخفاض الرؤية وكثافة الضباب”، تدخلت مروحية لمساعدة الفرق البحرية، ونقلت جوا مهاجرا كان فاقدا للوعي إلى مشفى بولوني سور مير، حيث أعلنت وفاته.

ومن ثم انتشلت السلطات الفرنسية أربعة مهاجرين كان أحدهم فاقدا للوعي، ونقلتهم إلى ميناء كاليه حيث اعتنت بهم فرق خدمات الطوارئ، إلا أنه “ورغم الجهود التي بذلها عناصر الإنقاذ، لم يتم إنعاش الشخص الفاقد للوعي”.

في الوقت نفسه، كانت سفينة أخرى تعمل على نقل باقي المهاجرين الذين بلغ عددهم 36 شخصا، وقالت إن العديد منهم كانوا يعانون من حروق بسبب تلامس جلدهم بالمزيج الحارق المكوّن من الوقود المتسرّب من محرك القارب مع مياه البحر المالحة.

وتمكنت سفينة قوة الحدود البريطانية من إنقاذ 14 مهاجرا آخرين ونقلتهم إلى مركب السلطات الفرنسية التي أنزلتهم بدورها في ميناء كاليه.

؟

عبور أكثر من ألف مهاجر يوم الأحد

؟

ويستغل المهربون فصل الصيف لتنظيم عدد متزايد من رحلات العبور إلى بريطانيا. ووفقا لإحصاءات وزارة الداخلية البريطانية، وصل 1,172 مهاجرا إلى الأراضي البريطانية في 20 قاربا مختلفا، من بينهم 703 مهاجرين يوم الأحد وحده.

 

 

؟

؟

من جهتها نفذت السلطات الفرنسية ثلاث عمليات إنقاذ يوم الأحد، وأنقذت حوالي 105 أشخاص، حسبما أعلنت في بيان.

فيما تمكن حوالي 18 ألف مهاجر الوصول إلى المملكة المتحدة، على الرغم من التدابير العديدة المتخذة على جانبي الحدود لمنع عمليات العبور.

وتعتبر عمليات عبور المانش في غاية الخطورة، فالقوارب التي يستخدمها المهربون رديئة وغير مناسبة لهذه الرحلات، لا سيما وأنها تكون مكتظة بالمهاجرين. كما “يعد هذا القطاع البحري من أكثر المناطق ازدحاما في العالم، حيث تمر عبره أكثر من 600 سفينة تجارية يوميا”، وفقا للمحافظة البحرية.

؟

تسع وفيات في شهر واحد

؟

وبعد حادثة أمس، تكون ارتفعت حصيلة وفيات المهاجرين هذا العام في بحر المانش إلى 25 شخصا. وخلال شهر واحد فقط، سجل المانش وفاة تسعة مهاجرين في المانش.

في 12 تموز/يوليو الماضي، توفي أربعة مهاجرين بسبب الحالة المتردية للقارب المطاطي المستخدم للعبور، وكان فرغ أحد أنابيبه من الهواء، الأمر الذي أدى إلى غرق المهاجرين.

وفي حادثتين في 17 و19 من الشهر نفسه، توفيت امرأة أريترية تبلغ من العمر 32 عاما بعد غرق قارب كان على متنه 72 مهاجرا، وقضى رجل سوداني قبالة سواحل كاليه بعدما تعرض قاربه الذي كان يحمل 85 راكبا لصعوبات في الإبحار.

وفي 28 تموز/يوليو الماضي، واجه ركاب قارب مكتظ كان يحمل 75 مهاجرا صعوبات أثناء الإبحار باتجاه سواحل المملكة المتحدة. وراح ضحية رحلة العبور هذه التي انطلقت من شمال فرنسا شابة تدعى دينا الشمري تبلغ من العمر 21 عاما وهي من بدون الكويت.

وتوفيت ليس بسبب الغرق وإنما بسبب اكتظاظ القارب المحمل فوق طاقته، وتدافع المهاجرين على متنه الذي أدى إلى موتها اختناقا.

؟

مخاطر متزايدة

؟

وكانت صحيفة “الغارديان” البريطانية تحدثت مع شاب سوري كان ينوي الصعود إلى متن القارب نفسه، وقال إنه كانت هناك ثلاثة قوارب إلا أن الشرطة الفرنسية اعترضت المهاجرين قبل بدئهم رحلة العبور، وصادرت قاربين اثنين لمنعهم من عبور البحر. وأضاف أن “المهربين باتوا يتخذون المزيد من المخاطر لتجنب القبض عليهم من قبل الشرطة الفرنسية”.

وتسعى السلطات الفرنسية إلى منع المهاجرين من الانطلاق بقواربهم، لكنها لا تتدخل بمجرد أن تصبح القوارب في المياه إلا لأغراض الإنقاذ لاعتبارات تتعلق بالسلامة.

وفي لقاء سابق مع مهاجرنيوز أوضحت المتحدثة باسم المحافظة البحرية فيرونيك ماجنين، أنه “بشكل عام، لا يشعر المهاجرون بسعادة كبيرة عندما يرون السفن الفرنسية تقترب منهم، لأنهم يسعون قبل كل شيء للوصول إلى المملكة المتحدة. لذلك نحن لا نخاطر بنقلهم من قاربهم إلى زورقنا إذا لم يطلبوا منا المساعدة. إن عواقب الإنقاذ القسري وعواقب التدافع، يمكن أن تكون دراماتيكية. آخر حادثة لموت مهاجرين في البحر لم تكن حادثة غرق، بل تعرض الضحايا للدهس والتدافع من قبل مهاجرين آخرين قبالة الشاطئ بعد حالة من الذعر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى