لماذا لم نجد حياة عاقلة في الكون إلى الآن؟
في عام 1950، أثناء جلسة غداء صيفية في مختبر لوس ألاموس الوطني بولاية نيوميكسيكو الأميركية، طرح الفيزيائي الحائز على جائزة نوبل، إنريكو فيرمي، سؤالًا بسيطًا أثار الكثير من النقاش: “أين ذهب الجميع؟” السؤال، الذي أطلقه في سياق حديث عن الأطباق الطائرة، أصبح لاحقًا محورا لمفارقة علمية هامة أُطلق عليها اسم “مفارقة فيرمي”.
المفارقة تتساءل عن غياب أي دليل على وجود حضارات فضائية ذكية رغم اتساع الكون وتنوعه الهائل. ومع وجود تريليونات من المجرات والكواكب، بعضها قادر على احتضان حياة مشابهة لحياة الأرض، فإن غياب أي إشارات أو علامات على وجود حضارات متقدمة يثير تساؤلات عديدة.
ومن بين الإجابات المطروحة لهذه المفارقة “فرضية حديقة الحيوان”، التي تفترض أن الكائنات الفضائية قد تتجنب الاتصال بالبشرية عمدًا لتسمح بتطورنا الطبيعي دون تدخل خارجي.
هذا يشبه سلوك البشر الذين يتجنبون التدخل في شؤون بعض الشعوب الأصلية لحمايتها من التأثيرات الثقافية. ورغم التقدم الكبير في الفهم العلمي للكون، لا يوجد حتى الآن أي دليل على وجود حياة ذكية خارج كوكب الأرض، مما يجعل هذه التساؤلات والمفاهيم تظل في إطار التخمينات الفكرية، بينما يبقى الكون مفتوحًا أمام المزيد من الاكتشافات المستقبلية.
مصدر