تحرير مدينة حمص …المعارضة السورية تعلن “السيطرة الكاملة”

عاصمة الثورة وام المعارك ... حمص حرة

أعلنت فصائل المعارضة السورية سيطرتها على مدينة حمص عقب معارك شرسة مع ميليشيات الأسد وحلفائه من الايرانية وحزب الله الإرهابي، وأوضح القيادي في قوات المعارضة، حسن عبد الغني، في تصريح صباح الأحد، أن المدينة “تحررت بالكامل”، وذلك بعدما دخلت الفصائل أحياء حمص، التي تعد ثالث أكبر المدن السورية.

واستقبل اهالي المدينة الثوار بالزغاريد والهتافات الأولى للثورة، ونزل آلاف السكان لساحة الساعة يحتفلون في وسط مدينة حمص مطالبين بإسقاط حكم الأسد.

سيسجل التاريخ يوم الأحد  8 ديسمبر / كانون الأول 2024 يومًا هامًا في تاريخ سوريا الحديث، كيف لا وفيه تحررت حمص، عاصمة الثورة السورية وأكبر محافظة فيها، والتي تعرض أهلها لظلم كبير بتهجيرهم منها منذ بداية الثورة 2011 .

عاصمة الثورة

سمّيت مدينة حمص التي تقترب منها فصائل المعارضة السورية المسلحة الجمعة، في العام 2011 “عاصمة الثورة”، والتي اشتهرت بمظاهراتها السلمية الحاشدة، التي لم يمض يوم من دون استهدافها من قبل قوات النظام، واعتصاماتها المشهورة التي كان لها لونها وطابعها. قبل أن يخرج المعارضون منها بعد قصف مدمّر وحصار خانق من قوات النظام. 

تقع حمص بأحيائها الثلاثة عشر التي تعدّ ثالث أكبر مدينة في سوريا، في وسط البلاد على طريق يؤدي إلى العاصمة دمشق الواقعة على بعد 150 كيلومتراً. وشهدت قتالاً عنيفا دمّر الأحياء القديمة فيها بشكل كبير، قبل أن تستعيد مليشيات النظام السيطرة عليها بالكامل في العام 2017.

وتضمّ حمص غالبية من المسلمين السنّة وتشكّل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها بشار الأسد أقلية فيها، إضافة إلى أقلية مسيحية.

قبل اندلاع الثورة السورية، كانت حمص التي يقدّر عدد سكانها بحوالى 800 ألف نسمة، تعدّ بمثابة رئة اقتصادية للبلاد، إذ تقع إلى غربها وشرقها مصافٍ للنفط وحقول للغاز والعديد من المراكز الصناعية.

وتقع المحافظة التي تحمل الاسم ذاته في وسط البلاد، وتمتدّ حدودها الإدارية من لبنان غرباً إلى العراق شرقاً، كما تشكّل صلة وصل بين شمال البلاد وجنوبها.

وكانت هذه المدينة من أوائل المدن التي شاركت في آذار/مارس 2011 في الانتفاضة ضدّ بشار الأسد الذي تحكم عائلته سوريا منذ أكثر من نصف قرن.

حصار خانق:

كذلك، كانت حمص أول مدينة تشهد مواجهات مسلّحة، عندما تحوّل قمع النظام للتظاهرات الشعبية التي شهدتها، إلى اشتباكات مسلّحة.

في ذلك الحين، تحوّل حي بابا عمرو إلى معقل “الجيش السوري الحر” والذي كان مكوّنا من عسكريين منشقّين ومدنيين مسلحين، قبل أن يستعيد الجيش السيطرة عليه في آذار/مارس 2012.

وفرضت قوات النظام منذ حزيران/يونيو 2012، حصارا خانقا حول الأحياء الواقعة في حمص القديمة في وسط المدينة والتي تعرّضت بشكل شبه يومي لقصف أدّى إلى دمار واسع فيها.

خلال عامين من الحصار، قُتل حوالى 2200 شخص في المدينة، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان. واضطرّ الأشخاص الذين بقوا في حمص القديمة، والذين كانوا معزولين عن العالم من دون كهرباء أو اتصالات، إلى أن يأكلوا أعشاباً ونباتات وأطمعة مجفّفة، بينما كانوا محرومين من الغذاء والدواء.

في أيار/مايو 2014، اضطُرّ معظم عناصر الثوار إلى مغادرة المدينة. وتمّ إجلاؤهم بموجب أول اتفاق بين النظام والمعارضة منذ بداية الثورة.

في أيار/مايو 2017، سيطر النظام على المدينة برمّتها بعد إجلاء آخر عناصر الثوار الذين كانوا متحصّنين في حي الوعر في عملية أشرفت عليها روسيا.

السيطرة على حمص تعني السيطرة على وسط البلاد، تقع حمص على مفترق طرق رئيس في سوريا، حيث تربط دمشق بالشمال ومحافظتي اللاذقية وطرطوس على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ومن الحدود العراقية نحو الحدود مع لبنان، وفيها معابر هامة جداً من المنطقتين الشرقية والغربية مع البلدين المذكورين، وبالتالي من يسيطر على حمص يسيطر على عقدة وسط سوريا السياسية والاقتصادية والتجارية ونقاط المواصلات المهمة

 وأدّت المعارك في حمص إلى مقتل الصحافية الأميركية ماري كولفن (56 عاما) والمصوّر الفرنسي ريمي أوشلك (28 عاما)، في 22 شباط/فبراير 2012. وكانا دخلا حمص بشكل غير نظامي، وقتلا في منزل كان تحوّل إلى مركز إعلامي للثوار في حي بابا عمرو نتيجة قصف جوي من طائرات النظام.

وقتل فيها باسل شحادة  أحد أبرز مصوري “الثورة السورية في قصف استهدف حي الصفصافة

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى