هل تورط احمد الشرع … مرهف مينو
من يراقب التطورات المتسارعة على الساحة السورية , يرَ كيف كشفت اسرائيل بتوغلها البري دمشق عسكريا , وسيطرت على المنطقة العازلة الواقعة مابين الجولان المحتل وخاصرة دمشق وصولا لمنطقة “سد المنطرة بالقنيطرة” جنوب سوريا حسب وكالات, مئات الغارات الجوية بهدف تدمير ترسانة المجرم بشار , والتي تركتها مليشياته خلفها في عموم التراب السوري؟
فكا كماشة تحيط بالشرع , والذي وحسب تاريخه لايملك خبرة سياسية سابقة الا في ادارة المناطق المحررة التي كانت تقع تحت نفوذه منذ عام 2012 , ربما هذا لايؤهله لادارة هذه الازمة , طبعا هذا السؤال لايبرئ ولايجعل المجرم الهارب محنكا أو مؤهلا لادارة الازمة .
في حال دخول إسرائيل دمشق، سيحاول المؤيدون للنظام تقديم هذا الحدث على أنه فشل جديد للثوار والشرع وعدم قدرتهم على حماية سوريا من “العدو الإسرائيلي”. سيستغلون ذلك لتقديم بشار الأسد كـ “صخرة الصمود والتصدي” التي كانت تحمي سوريا من التهديدات الخارجية.
فهل الشرع في ورطة ؟ في حال لم تدخل إسرائيل دمشق، قد يُنظر إلى ذلك من قبل بعض الأطراف على أنه تأكيد على أن النظام كان يتعامل مع القوى الأجنبية لمصلحته، أو ربما كان يسعى للبقاء في السلطة بغض النظر عن حقيقة مصالح الشعب السوري.
في هذه الحالة، يمكن أن يتهم أحمد الشرع أو غيره من الشخصيات التي في فترات معينة بتلقي دعم من أطراف خارجية، مثل اسرائيل وتركيا وامريكا و قوى غربية.
وفي حال صمت الشرع عن التوغل الاسرائيلي ، فقد يُتهم بالخيانة أو التعاون مع القوى الخارجية.
من جهة الثوار، أي تغير في المواقف قد يُنظر على أنه التراجع عن المبادئ الأساسية للثورة. هذا قد يؤدي إلى فقدان الثقة به من قبل الثوار، والذين قد يرون فيه شخصًا خضع للضغوط وسيؤخذ تصريحه السابق : ” أن الأراضي السورية لن تستخدم للهجوم على إسرائيل”, ” إسرائيل تجاوزت خطوط الاشتباك مما يهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة “, الثوار سيرون في هذا التحول انتصارًا مؤقتًا للخطاب الذي كان يروج له نظام الاسد طوال سنوات حكمه، أي “المقاومة ضد الاحتلال”، لكن في الوقت نفسه، سيؤكدون أن بشار الأسد كان مجرد دمية في يد القوى الأجنبية مثل روسيا وإيران، وكان فشله في حماية البلاد يعكس ضعفه واستبداده. إذا دخلت إسرائيل دمشق، قد يعتبر الثوار أن هذه نتيجة لسياسات النظام الفاشلة، ويستمرون في محاربة من يعتبرونه خائنًا للشعب السوري.
في مرحلة جديدة مليئة بالتحديات. انهيار النظام لا يعني بالضرورة حل المشاكل العميقة التي تعاني منها البلاد، وسيواجه الثوار تحديات كبيرة في كيفية إدارة ما بعد الأسد، بما في ذلك معالجة المسائل السياسية والأمنية والاقتصادية.
قد يكون هناك شخصيات بين صفوف الثوار قد تغيرت مواقفها بسبب الضغوط العسكرية أو السياسية.
هذه الشخصيات ستجد نفسها في موقف دقيق، حيث سيكون عليها تبرير مواقفهم السابقة أو التوفيق بينها وبين الواقع الجديد في سوريا بعد انهيار النظام.
وعلى صعيد اخر ، أي تحرك يتخذ من قبل قياداتهم أو حلفائهم يجب أن يكون متسقًا مع أهداف الثورة: إسقاط النظام وإقامة دولة ديمقراطية وعادلة. في حال تراجع أحد هؤلاء القياديين، سواء كان أحمد الشرع أو غيره، عن مواقفه السابقة، سيعتبره الثوار خائنا، مما يزيد من الانقسامات في صفوف المعارضة المنتصرة.
الثورة السورية كانت مليئة بالاتهامات والتناقضات بين مختلف الفصائل، وتغير المواقف يمكن أن يضيف طبقة جديدة من التشكيك.
سيحاول المؤيدون للنظام إظهار أن من قام ضد الاسد وهزمه كان مجرد عميل للموساد أو القوى الغربية، لكن الثوار في المقابل سيؤكدون أن الثورة كانت ضد الاستبداد الداخلي وليس ضد الأمة العربية أو الشعب السوري.
أحمد الشرع (أو أي شخصية قيادية من الثوار)ان صمت سيتعرض لاتهامات بالتعاون مع الخارج، و سيواجه صعوبة كبيرة في الحفاظ على مصداقيته بين السوريين. سيظل الموقف الثوري في سوريا مرتبطًا بالكثير من الصراعات الداخلية بين المبادئ والواقع السياسي الذي فرضته القوى الكبرى.
مدير التحرير