تقرير أممي يكشف: نظام الأسد استخدم الاعتقال والتعذيب والاختفاء القسري لقمع المعارضة بشكل منهجي
اصدرت اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق بشأن سوريا تقريرًا كشفت فيه عن استخدام ممارسات غير قانونية مثل الاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري “بشكل منهجي لقمع المعارضة” خلال فترة حكم الرئيس السابق بشار الأسد. وجاء هذا التقرير تحت عنوان “شبكة الألم: الاحتجاز التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة في الجمهورية العربية السورية”، حيث استندت اللجنة إلى شهادات آلاف الأشخاص الذين تحدثوا عن الانتهاكات التي ارتكبت خلال عهد نظام الأسد.
وأكد التقرير أن هذه الممارسات تشكل جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، مشيرًا إلى أنها تمثل انتهاكات صارخة للقانون الدولي. كما أشار إلى أن الإفراج عن المعتقلين من مراكز التعذيب بعد سقوط النظام السابق يمثل تحولًا كبيرًا للسوريين، كان من الصعب تخيله قبل أشهر قليلة.
وأوضح التقرير أن الانتهاكات التي ارتكبت خلال عهد الأسد لا تزال تترك آثارًا مؤلمة على الشعب السوري، حيث لا تزال عشرات الآلاف من العائلات تبحث عن أقاربها المفقودين. كما أشار إلى أن اكتشاف المقابر الجماعية أدى إلى كشف النقاب عن مصير مأساوي للعديد من الضحايا.
وشدد التقرير على أهمية الحفاظ على الأدلة والمواقع المرتبطة بالجرائم، بما في ذلك المقابر الجماعية، مؤكدًا ضرورة إجراء تحقيقات دقيقة وعمليات طب شرعي عند الحاجة. كما لفت إلى أن العديد من المفرج عنهم عانوا من التعذيب وسوء التغذية وأمراض مختلفة، وتركوا في ظروف قاسية تهدد حياتهم.
ونقل التقرير عن رئيس اللجنة، باولو بينيرو، تأكيده على أن المرحلة الانتقالية الحالية في سوريا تتيح فرصة لمنع تكرار هذه الجرائم. وأعرب عن أمله في أن تساهم نتائج التحقيقات، التي استمرت نحو 14 عامًا، في إنهاء حالة الإفلات من العقاب.
من جهتها، أكدت لين ويلشمان، عضو اللجنة، أن الأدلة التي تم جمعها قد تمنح الأمل للعائلات التي لم تعثر على أحبائها. وأشادت بالجهود التي تبذلها السلطات الجديدة للحفاظ على الأدلة، داعية إلى تعزيز هذه الجهود بدعم من المجتمع المدني والجهات الدولية.
يذكر أن رئيس اللجنة، باولو بينيرو، قد أعلن سابقًا استعداد اللجنة للتعاون مع الإدارة السورية الجديدة لمحاسبة مرتكبي الجرائم خلال عهد نظام الأسد، مؤكدًا أن آلاف الجناة يجب أن يحاسبوا أمام القضاء الدولي. وأشار إلى أن عملية الانتقال في سوريا تمثل نهاية لعقود من الحكم الاستبدادي، معتبرًا أن ما حدث حتى الآن يمثل خطوة إيجابية نحو التغيير.
مصدر – صحف