
“وسيم عيسى”.. مراسل حربي صور جرائم الإبادة والتدمير وشارك بها كمقاتل
أطلق على نفسه لقب “المصور المقاتل”، وعُرف بتوثيقه لمشاهد القصف والتمهيد الناري الوحشي على المناطق السكنية في مختلف المحافظات السورية. فمن هو الإعلامي الحربي وسيم عيسى، الذي يُعد من أبرز الإعلاميين الحربيين الموالين للنظام المخلوع؟
عقب انطلاق معركة “ردع العدوان” فجر الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024، والتي أطاحت بنظام الأسد البائد على يد أبناء الثورة السورية، استنفر عيسى عبر جميع معرفاته الإلكترونية، مروجًا لرواية رئيسه الهارب، ومتوعّدًا بحرق إدلب بعد “إحباط الهجوم”، بحسب زعمه.
أغلق وسيم عيسى حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتوقف عن النشر في بعضها الآخر منذ 8 كانون الأول، صباح اليوم الذي شهد إسقاط نظام الاسد، بعد أن تم دحره بسواعد الثوار وتضحياتهم، منهين بذلك عقودًا من الظلم والطغيان والاستبداد.
ويُذكر أن عيسى لعب دورًا بارزًا في تغطية معارك النظام المخلوع، لا سيما في الغوطة الشرقية بدمشق، حيث أُصيب أثناء خدمته العسكرية ضمن مرتبات الحرس الجمهوري التابع للنظام البائد.
ويُعد عيسى من أبرز مصوري قوات الأسد، إذ وثّق عمليات تدمير مدن بأكملها.
وفي منصة يوتيوب، يكفي البحث باسمه لتظهر نتائج توثق حجم الفظائع التي صوّرها، ومن بينها وثائقي شارك في تصويره إلى جانب ربيع ديبة.
وثائقي “يحبس الأنفاس” ووثائق جرائم حرب موثقة بعدسة وسيم عيسى
بثّ إعلام النظام البائد حينها وثائقيًا بعنوان “يحبس الأنفاس.. كل يوم أبطال”، يوثق جانبًا من معارك قواته، فيما تتضمن مواقع التواصل الاجتماعي عشرات المقاطع التي صوّرها الإعلامي الحربي وسيم عيسى، والتي توثق استخدام أسلحة محرمة دوليًا، من بينها “الخراطيم المتفجرة” في عمليات إبادة جماعية طالت البشر والحجر.
وينحدر عيسى من قرية الدليبة التابعة لناحية عين حلاقيم في منطقة مصياف بمحافظة حماة وسط سوريا. ونظرًا لتباهيه بالجرائم التي شارك فيها وتوثيقها، استقبله رأس النظام الهارب بشار الأسد وزوجته أسماء الأسد عدة مرات، خاصة بعد إصابته خلال معارك خاضها أثناء تغطيته الإعلامية.
وسبق أن وصف ميليشيات الأسد بـأنهم “أنبياء في الأرض”، وبدأ رحلته الإعلامية مقاتلًا احتياطيًا في اللواء 105 – الحرس الجمهوري، حيث وثّق عبر منصاته جثث الشهداء الذين سقطوا في قصف أو معارك ضد النظام البائد، متباهيًا بذلك.
وفي عام 2019، أعلن عن ولادة طفله الذي أطلق عليه اسم “بشار”، مبررًا ذلك – وفق نص منشوره – بأنه “تيمّنًا بقائد عظيم كان وما زال بالنسبة لي ولكل شريف في بلدنا الحبيب القدوة، والأخ، والأب، والقائد الحكيم بشار حافظ الأسد”، على حد تعبيره.
محاكمات مرتقبة للإعلاميين الحربيين للنظام الساقط
وفي 14 كانون الأول، أعلنت وزارة الإعلام في حكومة تصريف الأعمال السورية عبر معرفاتها الرسمية، إخضاع جميع الإعلاميين الحربيين الذين شاركوا في حرب النظام المجرم الساقط ضد الشعب السوري لمحاكمات عادلة.
وأثار القرار استياء الإعلاميين الذين دعموا نظام الأسد البائد حتى اللحظات الأخيرة من سقوطه على يد الثوار، حيث تحول بعضهم إلى محاولات تبرير وتغيير مواقفهم، بعد أن كانوا من أشد المدافعين عنه عبر منصاتهم الرسمية.
وأكدت الوزارة أن “جميع الإعلاميين الحربيين الذين كانوا جزءًا من آلة الحرب والدعاية لنظام الأسد الساقط، وساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر في الترويج لجرائمه ومجازره ضد الشعب السوري” سيخضعون للمحاسبة.
قائمة الإعلاميين الموالين للنظام الساقط
ومن أبرز الإعلاميين والمذيعين الحربيين الموالين للنظام البائد:
ميساء حيدر، رئيف سلامة، شادي حلوة، عبد الغني جاروخ، رضا الباشا، حيدر رزوق، محمد دامور، كنانة علوش، وسام الطير، هيثم كازو، محمد الحلو، وحيد يزبك.
كرم طيبي، ريم مسعود، هناء الصالح، نزار الفرا، ربيع كلاوندي، غزوان محمد، إفرا عيسى، أسامة ديب، كنانة حويجة، عمر ديرماما، معن يوسف، سالم الشيخ بكري، علي الصارم، وسيم عيسى، صهيب المصري، محمد الضبع، علي مرهج، جعفر يونس، عامر قسوم، وغيرهم.
يجدر بالذكر أن جميع الإعلاميين العاملين في مؤسسات النظام سابقًا كانوا يعلنون ولاءهم المطلق له، وسط حملات تشبيح غير مسبوقة. ومع انتصار الثورة السورية، بدأ عدد منهم محاولة ركوب الموجة، متظاهرين بتغيير مواقفهم، رغم أن أسماء بارزة منهم لعبت دورًا أساسيًا في دعم نظام الأسد والمشاركة في سفك الدم السوري، مثل كنانة علوش، صهيب المصري، شادي حلوة وغيرهم.
شبكة شام