
التهديد لم ينتهِ.. فلول النظام السابق ما زالت تتحرك في الساحل السوري
على الرغم من إعلان وزارة الدفاع السورية في 10 آذار عن انتهاء العمليات العسكرية التي استهدفت فلول النظام السابق في مناطق الساحل، إلا أن المعطيات الميدانية تكشف أن التهديد لا يزال قائمًا. فقد شنت الحكومة حملة عسكرية استمرت ثلاثة أيام لمواجهة هجمات متكررة من مجموعات مسلحة حاولت السيطرة على أرتال قوات الأمن العام في ريف اللاذقية، وُصفت بمحاولة “انقلاب محدود” لاستعادة مواقع استراتيجية.
وفي وقت لاحق، تعرض حاجز الأمن في قصر منذر الأسد بمدينة صلنفة لهجوم من قبل مجموعة تابعة لفلول النظام يوم الخميس 27 آذار، قبل أن يفر منفذو الهجوم إلى المناطق الجبلية المجاورة. وفي تصريح صحفي، أكد المتحدث باسم لجنة تقصي الحقائق في أحداث الساحل، ياسر الفرحان، أن بعض المسلحين من فلول النظام ما زالوا يتواجدون في المناطق المحيطة بعمل اللجنة المكلفة بتوثيق الانتهاكات، مما يعيق جهودها وتؤكد أن الوضع الأمني في الساحل لم يستقر بعد.
وفي إطار جهود متواصلة لضبط الأسلحة، استمرت العمليات الأمنية في ضبط مخازن الأسلحة والذخائر في مناطق عدة؛ فقد سلّم وجهاء مدينة القرداحة إدارة الأمن العام طائرات مسيرة هجومية من طراز FPV، بينما تم ضبط مستودعات أسلحة في بلدة العزيزية وقرية المضابع بريف حمص الشرقي. كما أُبلغ عن العثور على كميات من الأسلحة والذخائر قرب مطار حميميم، بالإضافة إلى تسليم أسلحة خفيفة من قِبل وجهاء قريتي البودي والقلايع في ريف جبلة باللاذقية.
وأشار المحلل العسكري العقيد عبد الجبار العكيدي إلى أن خطر فلول النظام لن ينتهي في الفترة القريبة، نظرًا لأن هؤلاء الأفراد يمتلكون خبرات عسكرية عالية وخضعوا لتدريبات متقدمة في القيادة والقتال. وأكد العكيدي أن المنطقة تحتاج إلى ترتيبات أمنية ومصالحات مجتمعية متقدمة، مع نشر قوات إضافية في الجبال الوعرة التي يعرفها المتمردون جيدًا.
من جهته، أشار المحلل الرائد طارق حاج بكري إلى استمرار التحركات الميدانية للفصول المسلحة، رغم انخفاض نشاطها النسبي، مشددًا على أن التعاون الشعبي مع الأجهزة الأمنية ساهم في ضبط مستودعات السلاح وكشف المخازن المخفية، إلا أن التحريض الخارجي لا يزال يحاول إثارة الفتنة ودعوة لتدخلات أجنبية.
وأفاد تقرير صادر عن برنامج “التهديدات الحرجة” الأميركي بأن الاعتماد على نقاط التفتيش وحدها غير كافٍ للسيطرة على حركة الفلول، إذ يستطيع المتمردون التسلل عبر الطرق الفرعية لتفاديها، مما يستدعي استمرار عمليات المراقبة والتحرك الأمني المكثف.
؟
متابعة مصدر