ملابس متسولين وعمال … طرق التخفّي لعناصر أمن الدولة في سوريا لكتابة التقارير الامنية

في كواليس العنف والقمع الذي عاشه السوريون لعقود طويلة، تعكس الأدلة المكتشفة في فرع أمن الدولة بكفرسوسة عُمق الانتهاكات التي تعرض لها الشعب السوري.

فمنذ عهد حافظ الأسد وحتى سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، ارتكبت الأجهزة الأمنية أعمالًا قمعية تحمل في طياتها فصولًا من الظلم والاستبداد.

تنكر عناصر الأمن 

أظهرت الأدلة المكتشفة داخل فرع أمن الدولة في كفرسوسة بدمشق أن العناصر الأمنية في النظام السابق كانت تعتمد على مجموعة متنوعة من الأزياء للتنكر، مما يتيح لهم التسلل إلى حياة الناس اليومية لكتابة التقارير عن نشاطات السوريين.

من بين هذه الأزياء، عُثر على “جلابية” تبدو وكأنها لمتسول يعمل مع الأفرع الأمنية، بالإضافة إلى ملابس عادية مثل البيجامات وملابس عمال ملوثة بآثار الزيت والشحم والبويا لإضفاء طابع واقعي على تنكرهم.

كما وُجد زي سائح، يشير إلى استغلال عناصر الأمن حتى لظاهرة السياحة لملاحقة السوريين.

صممت هذه الملابس الرثّة للسماح لهم بالتغلغل بين مختلف شرائح المجتمع لجمع المعلومات وكتابة التقارير تمهيدًا للاعتقال.

………………………………..

أدوات التنكر والدوافع وراءها

داخل أروقة الفرع، تم العثور على غرفة تحتوي على أدوات تنكر مفصلة ومعقدة، تشمل مجسمات وتعليمات لصق الشعر المستعار وتغيير ملامح الوجه والحواجب والشاربين.

يظهر هذا المستوى من التخطيط الإجرامي كيف كانت الأجهزة الأمنية تسعى جاهدةً لتضليل الناس وخلق انطباعات زائفة عن هوية عناصر الأمن الحقيقية، مما يسهل عليهم عمليات المراقبة والاعتقال.

تتيح هذه التقنيات لعناصر الأمن تشكيل شخصيات مختلفة، مما يعكس البعد الإجرامي في التعامل مع الشعب السوري ويعزز من قدرة النظام السابق على قمع أية حركات احتجاج أو معارضة، ولو كانت رمزية.

تعكس هذه العمليات مدى الانحدار الذي وصلت إليه حقوق الإنسان في سوريا تحت حكم آل الأسد. لم يساهم هذا التكتيك في اعتقال المعارضين فقط، بل خلق أيضًا حالة من الخوف والترهيب بين السوريين.

؟

علا ابو صلاح – مصدر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى