
الابن السيئ لغطفان غنوم .. فصول من ذاكرة الوجع السوري
شهدت مدينة حمص مساء السبت 19 نيسان عرض الفيلم الوثائقي “الابن السيئ” للمخرج السوري غطفان غنوم على مدرج قصر الثقافة.
حضر العرض عدد كبير من أهالي المدينة الذين عبّروا عن مشاعر مختلطة من الألم والفرح والغضب مع كل فصل من فصول الفيلم، الذي يجسد ذاكرة الثورة السورية والمعاناة التي عاشها الشعب تحت طغيان نظام البعث.
يهدف الفيلم إلى تسليط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها النظام، وقد تم إنتاجه في الأصل لتذكير العالم الغربي بما يحدث في سوريا. ومع ذلك، جاء عرضه في حمص ليوقظ ذاكرة الألم في قلوب الجمهور. استخدم غنوم في عمله سرده الشخصي وتجربته الخاصة، بالإضافة إلى قصة صالح أحمد، والد زوجته، الذي عانى هو الآخر من نظام حكم آخر، حيث تم استعراض تجربته في الثورة ضد نظام الشاه الإيراني، وصولًا إلى اللجوء في فنلندا.
قدّم غنوم مجموعة غنية من الفيديوهات الوثائقية التي تسلط الضوء على تاريخ من الألم والظلم، بدءًا من انقلاب حزب البعث عام 1963، مرورًا بتولي حافظ الأسد السلطة، وما تلاها من تصفيات وجرائم، من أبرزها مجزرة حماة عام 1982 التي دمرت أجزاء واسعة من المدينة.
كما عرض الفيلم آليات الإقصاء والترهيب التي اتبعها حافظ الأسد، وكيف رسّخ فكرة توريث الحكم. ولم يغفل الفيلم الإشارة إلى القمع الذي جوبهت به ثورة السوريين منذ عام 2011، وكيف استمرت آلة القمع والتدمير والتهجير في عملها بعنف ممنهج ضد جميع السوريين.
في ختام العرض، اعتبر غنوم أن تقديم فيلمه في حمص يُعد “عودة الروح إلى الجسد”، مشيرًا إلى أن الفيلم يمثل معاناة السوريين داخل البلاد وخارجها، ويؤكد أن ذاكرة الألم والتضحية لن تندثر.
إنه عمل يُعد صرخة في وجه النسيان، يدعو الجميع للاحتفاظ بذكرياتهم وبالتاريخ الذي عاشوه، لأن الثورة لم تكن مجرد حركة سياسية، بل فصولًا من القصص الإنسانية التي لا يجب أن تُنسى.
؟
علا ابو صلاح – مصدر – خاص