فرنسا ودمشق تتفقان على ملاحقة جميل الحسن في بيروت

"صقر المخابرات" في مرمى عاصفة دولية : 

في تطور دبلوماسي وقضائي غير مسبوق، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن توافق نادر بين فرنسا والحكومة السورية الجديدة، حيث تقدم الطرفان بطلبين منفصلين إلى السلطات اللبنانية لتوقيف وتسليم اللواء المتقاعد جميل الحسن، المدير السابق لشعبة المخابرات الجوية السورية، وسط اشتباه بتواجده على الأراضي اللبنانية.
ويضع هذا التطور بيروت تحت ضغط دولي متزايد، خاصة وأن الحسن، الذي فر عقب انهيار نظام الأسد، يُعتقد أنه يسعى لإعادة بناء شبكات نفوذه من العاصمة اللبنانية. وقد نفى مسؤول قضائي لبناني رفيع امتلاك بيروت معلومات مؤكدة عن مكان وجوده، مؤكداً عدم تلقي إشعار رسمي بدخوله.
.
.
الحكم الفرنسي : إدانة بجرائم ضد الإنسانية
يستند الطلب الفرنسي إلى حكم تاريخي صادر عن محكمة الجنايات في باريس في مايو/أيار 2024، أدان الحسن غيابياً بتهمة التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية والتواطؤ في جرائم حرب.
وتتعلق القضية باختفاء مواطنين فرنسيين سوريين، هما الأب مازن الدباغ وابنه باتريك الدباغ، اللذين اعتقلا في نوفمبر/تشرين الثاني 2013 من قبل جنود المخابرات الجوية ونقلا إلى مركز المزة، حيث توفيا لاحقاً تحت التعذيب.
وقد حوكم الحسن غيابياً إلى جانب مسؤولين أمنيين آخرين، في محاكمة اعتُبرت رمزية وتاريخية لأنها الأولى في فرنسا بشأن انتهاكات النظام السوري.
.
.
الملاحقة السورية … مساعي الحكومة 
أما الطلب السوري، فيأتي في إطار مساعي الحكومة الجديدة لملاحقة أبرز المتورطين في الانتهاكات التي شهدتها البلاد خلال فترة حكم بشار الأسد. ويُعد هذا الطلب مؤشراً على التزام الحكومة الجديدة بمحاسبة رموز النظام السابق.
يُعد جميل الحسن (مواليد 1953)، الذي تولى قيادة شعبة المخابرات الجوية عام 2009، شخصية محورية في تاريخ الأجهزة الأمنية السورية. وقد اكتسب نفوذه خلال حكم حافظ الأسد، وشارك في أحداث مفصلية مثل سحق تمرد جماعة الإخوان المسلمين في حماة عام 1982.
وتُعرف شعبة المخابرات الجوية بأنها كانت إحدى أكثر المؤسسات الأمنية نفوذاً، وتولت قضايا حساسة، بما في ذلك دور في برنامج الأسلحة الكيميائية، وفقاً لعقوبات وزارة الخزانة الأمريكية.
ويشكل هذا التطور فصلاً جديداً في ملاحقة رموز النظام السابق، حيث تتضافر الجهود الدولية والمحلية لضمان عدم إفلات المتهمين بجرائم خطيرة من العقاب.
,
,
مصدر – باريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى